من رياح الصّحارى في بحار الرّمال
لحن همس الليالي من خيالي سرى
كانت الرّيح تجري من جنوب وشمال
يوم غيري جفونه غارقه بالكرى
أحمل الشوق وحدي من شموخ الجبال
ويفضح الموق وجدي للّذي ما درى
يا صدى اللّيل خبِّر هل لديك احتيال
للّذي طاري النجوى بقلبه طرى
خبِّري يا الليالي عن صمود الرّجال
واذكري لي وقولي بالّذي قد جرى
يا نجوم الثّريّا هل إليك ارتحال
يمكن أشوف فوقك بعض أسْد الشّرى
كان في الليل عبره وبسمةٍ وابتهال
وخرّت الشّهب منها نازله للثّرى
وبانت طيوف تسري وكان فيها جلال
وعن كفاح أهل شعبي كنت أسمع وارى
يا صراع أهل شعبي وأهل شعبي مثال
في الصبر والبطوله مجدٍ امسطّرا
كيف أوصف مشاعر وجدها في اشتعال
حار فيها خيالي واعترى ما اعترى
بين أُمّ ولَدها لحظةٍ ما تقال
يعجز الشعر يوصف بالّذي تشعرا
ومن يودّع عياله وادمعه في انهمال
واشتياقه ووجده جمره يستعّرا
ولي يودّع حبيبَه فايقه في الجَمال
بين جفنه وعينه طيفها امصوّرا
والسّفن من كبرهاشامخه كالجبال
تنتظر شارة الرُّبّان أن يأمرا
موسم الغوص ضربٍ من ضروب المحال
والبحر فيه ظالم كم عدا وافترى
موسم الغوص قصّه م الحكايا الطّوال
إسألوا المجد عنها لي كتبها وقرا
موسم الغوص غصّه ما محاها زلال
كم لها من عيونٍ دمعها أحمرا
موسم الغوص حربٍ ليس فيها قتال
والرّجال الأشاوش هم لها عسكرا
يرفعون المراسي ويسحبون الحبال
ويبدي البَرّ عنهم يبعد ويصغرا
ويرتفع صوت نهّامٍ يحثّ الرّجال
في حماسٍ ينادي والسفن تبحرا
ويختلط لحن صوته بين هولو ومال
من أنين الصّواري ونّته تظهرا
بان شوقي ووجدي يوم بان الغزال
واعتراني لذكره لي بحالي زرى
ظبيٍ أعصم ملكني بالحسن والدلال
مسكنه في الصّحاري في البدو له ذرا
شاكنٍ في خيامٍ من سكنها ينال
كلّ عزٍ وهَيبه بالكرم تعمرا
في مجالس كرامٍ بين بنٍّ وهال
الرّجال الأشاوس لي بهم نفخرا
والبداوه شهامه مالها من مثال
والبداوه أصاله تشبه الجوهرا