
تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أمام أكثر من ألفي مشارك من أكثر من 80 بلداً عربياً وأجنبياً، في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة داليان الصينية. وفي ما يلي نص الكلمة:
أصحاب الفخامة والمعالي.. البروفيسور كلاوس شواب.. السيدات والسادة..
إنها لمناسبة طيبة أن أتحدث للمرة الرابعة في المنتدى الاقتصادي العالمي، وعلى الرغم من أن حديثي الأخير كان قبل نحو أربعة أشهر، فقد لبيت الدعوة للحديث أمام هذا الجمع المتميز لثلاثة أسباب: أولها أنني تحدثت في مايو الماضي حول منطقتنا في الشرق الأوسط وجواره، في حين ان اجتماعكم يتناول موضوعاً ملحاً ذا طبيعة عالمية تهم الجميع.
والسبب الثاني، ان الفترة ما بين حديثي الأول في يناير 2001 واليوم شهدت متغيرات كبرى، بعضها كان متوقعاً وتحقق بدرجة أعلى أو بدرجة اقل من المتوقع، وبعضها لم يكن يتوقعه أحد على الإطلاق وكانت له آثار ضخمة على عالمنا بأسره.
أما ثالث الأسباب، فهو انعقاد اجتماعكم في الصين؛ هذا العملاق الذي استرد عنفوانه وبات رقماً دولياً كبيراً في الاقتصاد والسياسة، وفي خصوصية نموذجه التنموي ونهجه المتفرد في التغيير والتطوير.
وللصين عندنا، نحن العرب والمسلمين، مكانة أثيرة، وحين حثنا أسلافنا في القرن السابع الميلادي على طلب العلم ولو في الصين، كانوا يعبرون عن إدراكهم لأهمية التعليم وضرورة طلبه ولو في أقاصي الأرض المعروفة آنذاك، وكانوا أيضاً يظهرون تقديرهم لما أحرزته الصين من تقدم علمي، حيث هي مهد الطباعة وصناعة الورق واكتشاف البارود والبوصلة، وأول من وضع نظماً متقدمة في الزراعة والإدارة والملاحة والمعاملات المالية.
ومنذ أن أوفدت بغداد عاصمة الدولة العباسية في القرن التاسع الميلادي سفيراً إلى العاصمة الصينية آنذاك شانجان، توطدت العلاقات واتسعت، وكان طريق الحرير الممتد من الصين إلى غرب آسيا والعالم العربي طريقاً رئيسياً للتجارة العالمية والتجار العرب، الذين كانوا طوال قرون عديدة صلة الوصل التجارية والثقافية بين آسيا وأوروبا.
أما العاصمة شانجان، فقد كانت مدينة معولمة بامتياز، تتعايش فيها الأجناس والأديان، ويعمل فيها أكثر من مئة ألف تاجر من العرب والفرس والهنود والأتراك والكوريين والبنغال، وغيرهم.
السيدات والسادة..
العالم من دون الحضور الصيني الفاعل ناقص جداً، ولاشك ان الحضور القوي للصين، وغيرها من الدول الآسيوية الناهضة في الساحة الدولية، يثري عالمنا ويغذي تنوعه ويوسع اقتصاده وأسواقه وفرص نشر الأمن والاستقرار في ربوعه.
وحين تسعون في هذا المنتدى إلى خلق منصات قوية للتفاعل بين اللاعبين التقليديين واللاعبين الجدد في الساحة العالمية، أو بين الشرق والغرب، كما أشرتم في أوراق المنتدى، فإنكم تلمسون وتراً بالغ الحساسية والأهمية في الحال الراهنة للتعاون بين اللاعبين الدوليين الكبار، فهذه الحال مشدودة تسودها العصبية وتتسم بعدم اليقين، ولم تتكيف بالدرجة المرجوة مع حال الترابط والتشابك والتأثيرات المتبادلة بين الاقتصادات الكبرى، وقد رأينا في الأيام الماضية نموذجاً آخر لضعف هذا التكيف حين غاب الجهد الدولي المشترك عن معالجة اضطراب الأسواق، ولولا مسارعة حكومات عديدة للتدخل المباشر لوقعت أزمة كبرى لم يكن باستطاعة احد التكهن بحجم نتائجها السلبية على الاقتصاد العالمي برمته.
قبل أسبوعين لفت انتباهي إعلان مجموعة تمويل القروض العقارية الاسترالية "ان.اي.ام.اس" بأنها غير قادرة على إعادة تمويل خمسة مليارات دولار من الديون بسبب تشديد القيود على قروض العقارات الأميركية، الأزمة في الولايات المتحدة الأميركية والتأثيرات المباشرة على بعد آلاف الكيلومترات في استراليا، هل هناك مثال أكثر وضوحاً للمدى الذي وصل اليه الترابط بين الاقتصادات الدولية؟
السيدات والسادة..
دعونا نعود معاً للسنوات التي تلت انتهاء حقبة الحرب الباردة في مطلع تسعينات القرن الماضي، ونتذكر كيف عاش العالم لحظة تاريخية مفعمة بالتفاؤل والآمال الكبرى ببناء نظام عالمي جديد، تتعايش فيه ثقافات متصالحة وأمم متآخية، وتتعاون قواه الكبرى على تحقيق الأمن والسلم والاستقرار وقضايا التنمية.. دعونا نتذكر التفاؤل الذي أشاعته اهتمامات الأسرة الدولية كما عبرت عنها وعود مؤتمرات الأمم المتحدة حول التعليم والمناخ والسكان والمرأة، وغيرها، أين نحن اليوم من هذا التفاؤل؟ وما الذي تحقق من وعود التنمية وصيانة البيئة ومكافحة الأوبئة ومحاربة الفقر؟ لاشك أن درجة من الانجاز والتقدم قد تحققت، وأن اقتصادات عديدة حققت نمواً مشهوداً، لكن الصورة الكاملة مملوءة بالزوايا المعتمة، التى تطرح على عالمنا تحديات جمة، أولها التحدي القديم الجديد المتصل ببناء اقتصاد المعرفة، الذي يقرر امكانيات تقدم الدول وازدهارها الاقتصادي واحتمالات ديمومته من عدمها، وبطبيعة الحال يلعب التعليم هنا دوراً محورياً وأساسياً، وبالتالي فإن ازدهار أية دولة يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع التعليمي لشعبها، وهذا ما يفسر زيادة الاهتمام الدولي بالتعليم، والطفرة التي يشهدها التعليم على وجه الخصوص، ففي الصين والهند وحدهما تخرج هذا العام 950 ألف مهندس.
وبالنسبة لنا في دولة الإمارات، فقد حققنا منذ سبعينات القرن الماضي زيادات ضخمة في أعداد المتعلمين، حينما حصلنا على الاستقلال في 2 ديسمبر 1971،كان في دولة الإمارات العربية المتحدة 45 خريجاً جامعياً فقط، أما اليوم فالجامعيون بعشرات الآلاف، ولدينا معدلات التحاق بالدراسة الجامعية تضاهي معدلات الدول المتقدمة، أما بالنسبة لالتحاق الاناث بالتعليم الجامعي فيبلغ المعدل اثنين وتسعين بالمائة، وهو الأعلى في العالم، وتركيزنا الآن ينصب على تحسين نوعية التعليم لتزويد أبنائنا بالمهارات اللازمة لعصر المعرفة.
وعلى الرغم من الانجازات التي حققناها، فإننا ندرك تماماً ان سباق تطوير التعليم لا يعرف التوقف، كما ان حاجة إنسان عصر المعرفة للتعليم تستمر ما استمرت الحياة، ولكن مناطق عديدة في عالمنا ما زالت تعاني من صعوبات جمة في بناء اقتصاد المعرفة، ويكفى أن أشير هنا إلى ان هدف الأمم المتحدة للألفية الثالثة بتوفير تعليم ابتدائي لكل طفل على وجه الأرض مع حلول العام 2015 قد لا يتحقق في العام 2050.
إن التربة المجبولة من الفقر والجهل والتجاهل الدولي صالحة دائماً لاحتضان بذور التطرف وانتاج المتطرفين.
إذا أردنا أن نكون أبطالاً بحق للازدهار والتقدم، فليس بمقدورنا تجاهل الفقر، الذي يدفع إلى العزلة عن التيار العريض للتطور الانساني، لا يكفى أن نواصل تأكيد أن التعليم هو أكثر الأسلحة مضاء في كسر حلقة الفقر واليأس والتطرف، بل يجب أن نوفر لأسرى هذه الحلقة السلاح، وأن نمكنهم من استخدامه.
أما التحدي العالمي الثاني، الذي أراه فيتعلق بإدامة التنمية، إن مشكلة التنمية مع الموارد الطبيعية المتناقصة قضية ملحة وعاجلة، انها تحد كبير للمدن على اختلافها وبعد المسافات بينها مثل بكين ودلهي ونيويورك، وهي مشكلة مركبة، فمن أمن الطاقة المستقبلي إلى احتياطات النفط المحدودة، ومن الوصول إلى المياه إلى الوصول إلى اليابسة، ومن الخيارات الوطنية للأولويات والسياسات الاقتصادية إلى الخيارات الشخصية في الاستهلاك وإعادة التدوير.. علينا أن ننتج أكثر ونستهلك أقل، علينا أن نخصص الموارد ونبذل الجهود ونتعاون في البحث عن بدائل للموارد المتناقصة.
السيدات والسادة..
فضلاً عن تحدي بناء اقتصاد المعرفة، وتحدي إدامة التنمية، فإن عالمنا يواجه تحدياً ثالثاً، ربما يكون في ضوء الواقع الراهن للعلاقات الدولية هو التحدي الأهم، هذا الواقع يستدعي ضرورة قيامنا جميعاً بدورنا كاملاً في توسيع التسامح والقبول بين مختلف الأمم والثقافات والأديان والأعراق، يجب أن نسعى لتحقيق درجة اكبر من الفهم والتفاهم بين الأمم، والحد من محاولات فرض القيم الثقافية على بعضنا البعض.
إن التحديات التي نشترك فيها ليست مشكلات مرتبطة بهذه الدولة أو تلك، بهذه الثقافة أو تلك، بهذا الدين أو ذاك، إن جدارتنا الانسانية جميعاً تقاس بمدى قدرتنا على العمل معاً بنجاح والبحث معاً عن الحلول المناسبة وفق معادلة الربح للجميع.
لا بديل عن العمل معاً فالواقع الدولي تغير جذرياً، وتغيرت معه قواعد العلاقات الاقتصادية والسياسية تغيراً جذرياً، وما كان صالحاً وممكناً في الماضي ليس بالضروري أن يكون صالحاً وممكناً للمستقبل، ولم يعد لمنطق العنف والصراع الساخن جدوى، وفقدت الحروب قدرتها على الحسم النهائي، ومع ذلك فان كل هذه التغيرات، وهي تاريخية في حجمها وآثارها ونتائجها، لم تعكس نفسها تماماً على منظومة العلاقات الدولية، فأشباح من زمن الحرب الباردة تطل برأسها بين حين وآخر، ودرجة الثقة بين اللاعبين الكبار في صعود وهبوط، ويبدو هؤلاء اللاعبون أحياناً في وضعية تربص أكثر من حال تعاون. أما ساحات المنافسات الدولية الدولية، فما زالت مطاطة، الحدود تضيق وتتسع حسب مصالح وحسابات وطموحات المتنافسين الكبار، وفيها مساحات فسيحة لكل وسائل المنافسة غير المشروعة والأدوات المنافية لروح العصر.
إن ضجيج المشاكل والأزمات والحروب والصراعات الساخنة والباردة يعلو في غير مكان، وإذا كان هذا الضجيج تحت السيطرة اليوم بسبب حدود افتراضية يقدرها صناع القرار في الدول الكبرى، فإن دوام السيطرة على هذه الأزمات غير مؤكد، فضلاً عن انه من العار على القوى الفاعلة في المجتمع الدولي الاكتفاء بإدارة الأزمات والتفرج على نيرانها المتقدة، بدلاً من السعي الجاد لتسويتها على قواعد الانصاف والعدل والمصالح المتبادلة.
بطبيعة الحال لم يكن الوصول إلى هذا الوضع من دون أسباب، ولعل أهم هذه الأسباب هو المقاومة العنيدة التي تبديها تيارات فكرية متعصبة ومصالح متنوعة لمنطق العصر وحقائقه، هؤلاء المعاندون ينتمون إلى عالم غير العالم الذي نعيش فيه، ويحاولون يائسين إيقاف عقارب الساعة، ويظنون أن بإمكانهم عرقلة دوران عجلة التاريخ، ويستوي في ذلك المروجون لصراع الحضارات والارهابيون والمتطرفون بالفكر والممارسة، وكل من يسعى لبناء جدران وعوازل مادية أو روحية أو جغرافية بين الشعوب والثقافات بغرض تحقيق مكاسب مادية أو سياسية، فالتطرف ملة واحدة، وكل فريق من هؤلاء يتغذى من الآخر ويعتمد عليه في ترويج دعاواه وتبرير جرائمه.
إن الأبطال الجدد، الذين يسأل عنهم منتداكم، هم الذين يتصدون لهذا الحلف المتطرف، وهم العاملون على إحياء آمال مطلع التسعينات بتوسيع قنوات ومستويات الحوار بين الشرق والغرب، ونشر روح التسامح والقبول بالآخر، ونبذ الصور النمطية المسبقة، انهم الساعون لبناء المشاركة العالمية في عصرنا المحكوم بالتنافس السلمي، والتباري في الانجازات والابتكارات، والتعاون في معالجة قضايا المناخ والفقر والأوبئة.
السيدات والسادة..
تمنح ثورة المعرفة الدول والمدن والشركات حق السعي للفوز في حلبة المنافسة الدولية والانضمام إلى قائمة الأبطال، وعلى البرغم مما يعتري هذه الحلبة من نواقص، وما يلفها أحياناً من غموض، فإنني متفائل بالمستقبل، بل واثق من انفراج دولي أكبر وتعاون أعمق في كافة المجالات، فعصر المعرفة، الذي يحتضن الحراك الإنساني، هو عصر عقلاني وواقعي بامتياز، وأينما وجد العقل وجدت الحلول، وأينما وجدت الواقعية توارت الأوهام وضاقت فرص الواهمين.
وفي سياق عملنا لا نغفل عن دورنا الإقليمي والدولي، ونقدم في دولة الإمارات العربية المتحدة لإقليمنا، الذي يعيش فيه نحو مليار ونصف مليار نسمة، نموذجاً لتنمية مستدامة واقتصاد حديث متنوع وتعايش وتعاون خلاق بين أفضل الكفاءات ورجال الأعمال من الشرق والغرب.
ولتعزيز هذا الدور وتأكيده، أنشأت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للتنمية الإنسانية، وأوقفت لها عشرة مليارات دولار، لنشر الوعي والعلم والمعرفة في أوساط المجتمعات العربية والاسلامية، ومساعدة أبناء المنطقة على اكتساب مهارات عصر المعرفة، ونحن بصدد إقامة مؤسسات أكاديمية إبداعية لتلبية احتياجات شبابنا، ولتكون حاضنات للمتميزين من أبناء المنطقة، فيكونوا قادة المستقبل المنشود، ويسعدني أن أقول لكم إن عملية انجاز هذه المؤسسة تسير بخطى سريعة.
السيدات والسادة..
إن سؤال منتداكم عن الأبطال الجدد على مستوى الدول والمدن والشركات، هو في حقيقة الأمر سؤال عن القادة الجدد، فعصر المعرفة يرتب تحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية سريعة وجامحة، تحتاج إلى قيادات تدرك طبيعة التحولات وعمق آثارها، وتعمل على توجيهها نحو تعزيز فرص التنمية المستدامة والتماسك الاجتماعي والأمن والاستقرار على المستويين الوطني والدولي، ولنا نموذج حي في هذا البلد الذي يستضيف منتداكم، فالصين كانت منذ مئات السنين في الموقع الدولي نفسه من حيث السكان والمساحة والموارد الطبيعية، لكنها حتى ثلاثين سنة خلت كانت في عداد الدول ناقصة النمو، وهي اليوم صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، ومرشحة للتقدم أكثر، فما الذي تغير حتى تحقق الصين هذه النقلة الكبرى؟
أنتم تعرفون ان الذي تغير هو القيادة التي نجحت في التعامل مع البيئة الدولية المتشنجة، واختارت نهجاً جديداً، وسياسات جديدة تستوعب واقع الصين وطموحات الصينيين واحتياجات التنمية، واقدمت على التغيير بخطوات محسوبة الاثار والنتائج والتفاعلات، وما ينطبق على الصين ينطبق على الهند وماليزيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة، وغيرها، حيث كان دور قياداتها حاسماً في تحقيق النقلة الكبرى..
أردت من التذكير بهذه النماذج أن أعيد تأكيد الدور الحيوي والمحوري للقيادة السياسية في انجاز التقدم وتحقيق التنمية، ومع تقديري لأهمية الانفتاح والابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي، فإنها وحدها لا تصنع التقدم من دون قيادات مخلصة تملك الرؤية والارادة والشجاعة، وحس التاريخ لن يحدث التقدم.
ومن واقع تجربتي الشخصية، فان بناء قيادات شابة تملك رؤى متجددة للقيادة وأدوارها ومهامها في الحكومة والقطاع الخاص، هو شرط ضروري لتحقيق وإدامة التنمية والتقدم، وتحويل الخطط والمشاريع والآمال والافكار الجديدة الى انجازات ملموسة على ارض الواقع، لذلك نولي هذا الامر في بلدنا اهتماماً كبيراً، ونشارك منطقتنا في تجربتنا، حيث قمنا بتأسيس شبكة القيادات العربية الشابة لمساعدتها على اكتساب المعارف والمهارات والتعرف إلى أفضل الممارسات العالمية، ولتكون بمثابة الرافعة للاجيال الجديدة، ويسعدني أن يكون معي اليوم العديد من القيادات العربية الجديدة من الحكومات والقطاع الخاص، وهي تحمل معها خططاً تنموية طموحة تتكيف مع البيئة الدولية الجديدة، وتصبح عناصر فاعلة في تغيير معادلة القوة العالمية.
انني ملتزم شخصياً ببناء أجيال من القيادات الشابة المنفتحة على الافكار الجديدة والعالم المتغير والتنوع والاختلاف، والمؤمنة بانه لا قيمة للافكار الجديدة من دون تطبيق فعلي لها.
لم يكن ممكناً للامارات تحقيق الانجاز الذي يشهد به العالم الا بامتلاك الارادة لتحويل ما هو نظري الى عملي، والتعرف إلى أفضل الممارسات في العالم، والتعلم من التجارب الناجحة وغير الناجحة، ومثال على ذلك التعلم من التجربة الصينية وخصوصيتها ونجاحها الاقتصادي غير المسبوق.
السيدات والسادة..
إن التحديات المشتركة، التي نواجهها، حقيقية وكثيفة الحضور، وإن الحاجة الى تطوير الاستدامة والحث على بناء اقتصاد المعرفة وتغذية وتعزيز الاحترام المتبادل بين الثقافات على مستوى العالم، لم يكن أكثر الحاحاً كما هو اليوم، ومعاً فقط يمكننا ان نواجه هذه التحديات.
أود أن اطلب من جميع الحضور، سواء كنتم من القطاع الحكومي او قطاع الاعمال أو أي مجال آخر، ان تدعموا بناء أجيال من القيادات الجديدة المؤهلة لمواجهة التحديات في معادلة القوى العالمية المتغيرة والمؤمنة بمفهوم العمل معاً لتحقيق أهدافنا بروح التقدم الانساني.
أشكركم وأرجو لكم التوفيق".