
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، في كلمة وجهها أمام أكثر من ألفي خبير ورجل أعمال وصانع قرار في القمة الثالثة لريادة الأعمال: أن دولتنا تشكل محطة رئيسية على مستوى المنطقة والعالم للإبداع والابتكار والبيئة المثالية التي يتمناها الشباب العربي لتنمية مواهبهم واستغلال طاقاتهم وتوظيفها لخدمة أهدافهم وأهداف دولهم. وفيما يلي نص كلمة سموه
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات، ضيوفنا الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرحب بكم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأتمنى لكم إقامة طيبة واستفادة قيمة من هذا المؤتمر.
تمثل الريادة لدينا في دولة الإمارات أحد الأركان المهمة في بناء الشخصية الإماراتية، لأننا نؤمن بالإنسان أكثر مما نؤمن بالمال، ونؤمن أيضاً بأن المستقبل يملكه من يملك الطموح، لعل هذا الإيمان هو الذي أوصل الإمارات إلى ما هي عليه اليوم، بل وجعلها محطة رئيسية للإبداع ينظر إليها الكثير من الشباب العربي كمثال للبيئة التي يتمناها.
أقول للشباب العربي، أن الريادة ليست دخيلة على منطقتنا العربية، في هذه المنطقة ابتكر الإنسان الحروف الأبجدية والكتابة، ومنها خرج الجبر والحساب، وفيها بنيت أول جامعة في التاريخ ومنها تخرج رواد الطب والفلك والكيمياء والرياضيات والهندسة.
لعل أعظم إبداعات الحضارة الإسلامية هي العولمة، عولمة الثقافة والعلوم والمعرفة، حيث أخذت حضارتنا الإسلامية من باقي الحضارات وأعطتها وانتفعت من جميع الثقافات ونفعتها.
في دولة الإمارات استطعنا التغلب على تحديات الفقر والأمية خلال 40 سنة، لأنه لدينا ثقة بأنفسنا وأبنائنا تحولت الصحراء القاحلة إلى دولة لها مكانتها العالمية.
أقول للشباب، أنتم تستحقون الأول والأفضل والأكبر، فقط إذا آمنتم بأنفسكم وقدرتكم على التحدي، نلتقي اليوم هنا لأننا نؤمن بقدرات الشباب، ولأننا نعرف حق المعرفة أن المستقبل لا يصنعه إلا الرواد، والتاريخ لا يغيره إلا أصحاب الشجاعة والإقدام، والنجاح لا يأتي إلا لمن سلك دروب لم يسلكها أحد قبله، واليوم في هذا المؤتمر بدأنا خطوة تتبعها خطوات، وفتحنا طريقاً وسيتبعنا غيرنا.
نحن جميعاً شركاء ونحن مسؤولين عن خلق بيئة مناسبة لهؤلاء الشباب حتى يبدعوا وينطلقوا وينهضوا بدولهم ومجتمعاتهم.
عند قيام دولة الإمارات العربية المتحدة كان الخريجون الشباب لا يتجاوز عددهم الأربعين، بينما الآن أصبح لدينا 70 جامعة تخرج سنويا آلاف الشباب في شتى التخصصات الدراسية، وضاعفنا دخلنا الوطني 195 مرة عن السابق وذلك بفضل العزيمة والثقة والطموح، لأنها تشكل مفتاح الريادة، أما الشك فهو مهبط القائد ومقتله أحيانا.
إذا أردنا أن نعرف أهمية القائد فلننظر إلى قيادة دولة الإمارات وعلى رأسها أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله" وأخي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والحكومة الاتحادية والحكومات المحلية وفرق العمل التي تضم كفاءات وطنية عالية تعمل ليل نهار.
لو نظرنا إلى الماضي القريب لتذكرنا الشيخ زايد والشيخ راشد طيب الله ثراهما، فهما أسسا دولة حديثة وقوية بشعبها واقتصادها وبناها التحتية وغيرها، أما غيرهما فقد أطاحوا بدول قائمة، فكيف للبنيان أن يعلو دون أركان وكيف للخيل أن تنتصر دون فرسان، الشباب الطموح المتعلم هم الأركان وهم الفرسان.
وفقنا الله والسلام عليكم
الثلاثاء 11 ديسمبر 2012