
افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، دورة الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الرابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي، وخاطب سموه رئيس وأعضاء المجلس، قائلاً:
أصحاب السمو والمعالي والسعادة..
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي..
الحضور الكريم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يشرفني أن أنوب عن أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، في افتتاح هذه الدورة الجديدة للمجلس الوطني الاتحادي، وفي إلقاء كلمة سموه في هذه المناسبة.
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي..
بسم الله وراجياً الله عز وجل أن تشكل هذه الدورة إضافة نوعية لجهودكم المستمرة في خدمة الوطن والمواطنين، وإننا إذ نفتتح هذه الدورة الجديدة، فإننا نستذكر بكل إجلال وتقدير آباءنا المؤسسين، الذين بذلوا الكثير من وقتهم وجهدهم لبناء دولتنا العزيزة، وأرسوا قواعد الاختصاصات المتكاملة بين السلطات الدستورية في الدولة، وحرصوا على إطلاق طاقات أبناء الوطن وتحقيق تنمية مستدامة وشاملة في أرجاء الإمارات كافة.
وفي هذا المقام، نجدد تأكيد اعتزازنا بمؤسسة المجلس الوطني الاتحادي، التي ظلت منذ إنشائها ركيزة من ركائز نجاح مسيرتنا المباركة.
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس..
إننا نقدر الجهد الكبير الذي بذلتموه في سبيل إنجاح أعمال دورتكم الماضية، ونحيّي فيكم روح المثابرة والعمل الدؤوب من أجل رفعة الوطن والمواطن، لقد كان حضوركم فعالاً في مناقشة وإقرار مشروعات قوانين مهمة تمسّ مصلحة المواطن، وكنتم على قدر المسؤولية في التعاون المثمر مع الحكومة حول قضايا المجتمع، وكنتم كذلك سفراء متميزين لدولتكم في المحافل الخارجية.
إن استمراركم في تبني كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن، وتواجدكم في الميدان العملي، وتواصلكم المباشر مع مختلف السلطات الاتحادية والمحلية، إنما تحقق رؤيتنا لهذه التجربة البرلمانية في أن يكون الجميع مشاركين في صنع الحياة على هذه الأرض الطيبة، وأن يكون للجميع دور في بناء مستقبل مشرق لدولة الإمارات وللأجيال القادمة.
أيها الإخوة والأخوات أعضاء المجلس..
إننا ننتظر منكم في دورة انعقادكم الجديد الاستمرار في التعاون المثمر مع الحكومة في خدمة الوطن والمواطنين، بحيث تكونون نبض المواطن الذي تستشعر منه الحكومة آماله واحتياجاته وهمومه، لذلك فإنني أدعوكم إلى التواصل المباشر والمستمر مع المجتمع للوقوف على احتياجاته لضمان انعكاسها في جهود وخطط التنمية.
أيها الإخوة والأخوات،،
إن النجاح المشهود لسياستنا الداخلية عبر العقود الماضية، والتي كان لمجلسكم الموقر دور فاعل فيها، يضعنا أمام مسؤولية كبيرة يشارك فيها الجميع من أجل دعم هذا النجاح والاستمرار فيه، ونحن حريصون كل الحرص على الاستمرار بنهجنا الثابت في توسيع الانجازات التي تحققت في دولتنا الغالية.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة وحدة واحدة، وأنتم هنا تجسدون روح الوحدة، وعليكم بالتالي دور كبير في تعزيز الروح الاتحادية لدى أبناء الوطن وترسيخ الثوابت الوطنية، وعليكم عدم التغافل عن هذا الدور، فلتكن دورتكم الجديدة مليئة بإرادة وطنية خالصة نحو الارتقاء بالوطن، وخدمة المواطن، وترسيخ الاتحاد من أجل التطلع إلى غد مفعم بالأمل، ولتحقيق المزيد من النجاح، لاسيما وإننا على أعتاب الاحتفال بالعيد الوطني التاسع والثلاثين لقيام دولتنا العزيزة، والتي أصبحت بفضل الله وجهود إخواني أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وولاء شعب الإمارات الحبيب تسير إلى الأمام بشكل واثق وثابت.
الإخوة والأخوات.. أعضاء المجلس الوطني الكرام،،
إن طموحاتنا لدولتنا وآمالنا لمواطنينا لا تحدها حدود ولا تقف عند نقطة معينة، إن دولة الإمارات هي أمانة ومسؤولية، والجميع مدعو للمساهمة في تحمل هذه الأمانة والمشاركة في هذه المسيرة المباركة.
إن الجهود المخلصة والواعية التي تبذلونها ويبذلها إخوانكم من أبناء الوطن في كل مواقع العمل الوطني: الجهات الاتحادية أو المحلية، المدنية أو العسكرية، إنما هي تعبير صادق عن حبكم لوطنكم وولائكم لقيادتكم وعزيمتكم الأكيدة على بذل الغالي والنفيس لتحقيق الازدهار والخير للوطن والمواطنين.
وفي الختام، نجدد ثقتنا فيكم، ونسأل الله العلي القدير آن يوفقكم لما فيه خير ورفعة وطننا العزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.