
الإخوة والأخوات الكرام..
منذ تولينا رئاسة حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أربع سنوات واصلنا ثلاثة عقود ونيفاً من الإنجاز والبناء، مستلهمين مسيرة الآباء المؤسسين، ومسترشدين ببرنامج العمل الوطني، الذي أطلقه أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، ومتطلعين إلى تحقيق أهداف البرنامج في تعزيز وتمكين الوطن والمواطن، والمضي بهما إلى أعزّ الأماكن وأرقى المستويات العالمية في المجالات كافة.
يعرض هذا الكتاب حصاد هذه السنوات الأربع بما حفلت به من عمل ونشاط ومبادرات ومشاريع وبرامج في إطار خطة الحكومة الإستراتيجية، التي كان إطلاقها بمثابة إشارة بدء سباق التطوير والتميّز للوزارات والهيئات كافة في أداء مهامها، وتحقيق الأهداف المحددة لها.
ولم تكن السنوات الأربع مليئة فقط بالإنجازات، بل أيضاً مليئة بالتحديات، وأبرزها الأزمة المالية العالمية، التي طالت آثارها اقتصادات دول العالم كافة، وألحقت ضرراً فادحاً بالاقتصاد العالمي.
وقد استطاعت الحكومة بفضل الله ثم بتوجيهات ودعم قيادة الدولة التعامل معها باقتدار وكفاءة، وأثبتت دولة الإمارات مجدداً في تصديها لهذا التحدي والتحديات كافة، التي واجهناها، أن العمل الجاد والمخلص لا بد أن يثمر خيراً لمصلحة الوطن والمواطن.
لسنا ممن يحبون الإكثار من الحديث حول الإنجازات السابقة، لأن نظرنا دائماً هو للأمام وللمستقبل، ولكنها وقفة لا بد منها نستعرض فيها ما عملناه، ونقيّم فيها ما أنجزناه، ونستخلص منها دروساً تنفعنا في التخطيط لمستقبلنا.
وأنا أثق كل الثقة في قدرة كوادرنا المخلصة من شباب وشابات الوطن على تحقيق المزيد في الفترة المقبلة لنمضي نحو المستقبل بكل قوة، ونحقق كل ما فيه خير وصلاح وتقدم البلاد والعباد.
محمد بن راشد آل مكتوم