
تحدث سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع أمام الحضور في المنتدى الاقتصادي بالاردن، عن تجربة دولة الإمارات في مجال التنمية البشرية والاقتصادية والسياحية والعمرانية والإدارية والتكنولوجية، وغيرها من مجالات الإنماء والتطوير. وفي ما يلي نص الكلمة التي ألقاها سموه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وصديقي جلالة الملك عبدالله، هذا شرف عظيم أن تحضر هذه الجلسة.
الأمراء والأميرات، الحضور الكرام.
أولاً أحب أن أشير إلى بعض النقاط ومن ثم أكون متعطشاً لأن أجيب عن أي أسئلة منكم.
بالطبع تعريف بسيط:
محمد بن راشد آل مكتوم، أنا من قبيلة بني ياس، وقبيلة بني ياس هي التي تحكم وتقود بعض القبائل العربية في شرق الجزيرة العربية وأطراف الربع الخالي وليوا وأبوظبي ودبي.
وكانت هذه القبيلة هي التي تسيّر أمور القبائل وتحافظ على مستوى القبائل وتهتم بأمور الناس، كان جدي مكتوم بن حشر الذي ألغى الضرائب، كل الضرائب عن دبي في سنة 1903، فالآن أبدأ ببعض النقاط وأكون إن شاء الله مستعداً لإجاباتكم، يعني هذه القبيلة كانت تقود هذه القبائل منذ أكثر من 250 سنة.
لن أتحدث لكم بكلام مصفوف ومنمق، ولن تكون هذه الجلسة سياحة فكرية ونظريات وكلاماً كبيراً ورناناً، سأتحدث بلغة عملية، أو بالأصح من خبرة عملية، عايشت فيها تجربة قائدين كبيرين؛ المرحوم الشيخ راشد ورئيس دولتنا الشيخ زايد أمد الله في عمره، وخلال هذه السنوات شاركت في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي.
كانت هذه السنوات حافلة بالتجارب، وحافلة بالدروس العملية، وسأشير هنا إلى بعض الخلاصات التي سارت بدولة الإمارات ودبي إلى حالة النجاح التي نعيشها اليوم، والتي نعتبرها مجرد بداية لما نتطلع إلى تحقيقه.
-الخلاصة الأولى نأخذها من عملية إقامة اتحاد الإمارات.. كان السياق التاريخي في المنطقة يقول إن اتحاد الإمارات أمر بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً، لكن الشيخ زايد ووالدي خالفا هذا السياق، واجتمعا في فبراير 1968 واتفقا على قيام اتحاد بين أبوظبي ودبي، مع السعي لضم الإمارات الأخرى. إذن لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، ومهما كانت الصعوبات كبيرة، فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها.
- الخلاصة الثانية كانت في إنشاء ميناء جبل علي، كان عندنا ميناء راشد الذي كان يحوي 36 رصيفاً وكان أكبر ميناء في المنطقة، فوالدي أراد أن يبني ميناء جبل علي ومنطقة حرة، فكان واقفاً على تلة في الصحراء ويشاهد البحر ويرى كيف يكون ميناء ومنطقة حرة، فبعض المتواجدين أشاروا عليّ أن أكلمه وأعرف ما هي جدوى هذا المشروع، فتحمست وسألته عن جدوى المشروع ولم يرد عليّ، أخذ مدواخاً صغيراً ودخن وأنا سكت، وعندما ركبنا في السيارة عائدين إلى دبي، وجبل علي يبعد من 25 إلى 30 كيلومتراً من دبي، قال لي والدي ماذا قلت يا محمد، فأنا أنزلت رأسي وسكت ولم أرد أن أقول ماذا قلت، فقال أنا أعرف أن دولة الإمارات ودبي وشعب الإمارات سيحتاجون إلى هذا المشروع في المستقبل.
لم يفكر قبل والدي أحد في مثل هذا المشروع، ولو عرض المشروع على مستشارين، أو درست جدواه الاقتصادية في ذلك الوقت، لكانت النتيجة هي التوصية بعدم تنفيذ المشروع، لكن والدي نفذ المشروع والذي نجح نجاحاً كبيراً، وكان نواة منطقة حرة هي اليوم من أكبر المناطق الحرة في العالم.
كيف اهتدى والدي إلى هذا المشروع؟ وكيف نفذه؟ إجابتي هي: الرؤية، والريادة، والشجاعة، والحسم، والسرعة.. الرؤية رؤية المستقبل، ومكان دبي في المستقبل، والريادة في أنه مشروع رائد غير مسبوق في المنطقة، والشجاعة في تنفيذ المشروع على الرغم من الآراء المعارضة، والحسم في المضي قدماً في تنفيذ المشروع، على الرغم مما تعرض له من انتقادات وإشاعات وأحياناً سخرية، والسرعة في تنفيذ المشروع خلال سنتين.
حين اسند إليّ شقيقي الشيخ مكتوم ولاية العهد، خيرني بين أن أتبع الطريق الأسهل، وهو أن أكون القيادي الذي تتبع حكومته الأساليب التقليدية في إدارة الحكم، أو أن أختار الطريق الأصعب، بأن أكون القيادي الذي يقود حكومته بروح الإبداع والابتكار والامتياز للمضي بالبلد إلى الصفوف الأولى المتقدمة.
اخترت الطريق الصعب، وكانت ذخيرتي تلك الخلاصات التي تعلمتها من الشيخ زايد والشيخ راشد وممارستي مع الشيخ مكتوم.
بطبيعة الحال العالم سنة 1995 كان يختلف جذرياً عن العالم في السبعينيات والثمانينيات، إذا كانت دبي قد حققت الريادة في مجال التجارة والخدمات بفعل رؤية الوالد والمشاريع العملاقة التي أسسها، فإن المتغيرات التي حدثت وتحدث تحتاج إلى رؤية جديدة، وهكذا كان.
ورؤيتي ببساطة: إن الحفاظ على الريادة وإدامة النمو والازدهار يتطلبان الانتقال إلى عصر اقتصاد المعرفة وبأسرع ما يمكن، وعزمت أمري على أن نكون رواداً في هذا الاقتصاد الجديد، لنضع الإمارات ودبي في الصف الأول للدول المتقدمة.
وكنت أدرك أن امتلاك رؤية صائبة وملهمة للناس أسهل من تنفيذ هذه الرؤية، المهم التنفيذ، خطة العمل المتكاملة، ومراحل الخطة، وكل مرحلة فيها مجموعة من المشاريع، ولكل مشروع مدة تنفيذ محددة، وتحتاج إلى حشد الإمكانيات وفرق العمل.
وقد تحركت لتنفيذ رؤيتي على أربعة محاور رئيسية في وقت واحد:
الأول: محور الحكومة، كان لابد من إعادة بناء الحكومة وتغيير أساليب عملها، الحكومة هي قاطرة الانتقال إلى عصر المعرفة والاقتصاد الجديد، وبالتالي لابد من أن تعمل بأدواته، وتستلهم مفاهيمه، والحكومة ليست سلطة على الناس، ولكنها سلطة لخدمة الناس، لذلك فإن مقياس نجاح الحكومة هو رضا المتعاملين معها، والوظيفة الحكومية ليست فقط باباً للرزق، إنما قبل ذلك باب للإنتاج، ودوائر الحكومة ليست مكاتب للروتين والتواكل والتكاسل، بل ميادين للإبداع، وفي مكاتب الحكومة عشرات المبدعين الذين يجب أن يتم تشجيعهم وتقديرهم ومنحهم فرصة التقدم.
الموظف النشيط والمبدع يجب أن يحظى باهتمام مديره، والموظف غير النشيط وغير المبدع يجب أيضاً أن يحظى باهتمام مديره ليحوله بالتشجيع والتدريب إلى موظف نشيط.
نريد أن ننهي إلى الأبد قاعدة اعمل، تخطىء، تعاقب.. لا تعمل، لا تخطىء، لا تعاقب.
هذه القاعدة لا تقف عند مكان الوظيفة، بل تنتقل إلى البيت وإلى الذهن وطريقة التفكير، وكيفما يكون الفرد يصبح المجتمع، هل نريد مجتمعات لا تعمل كي لا تخطىء فننجو من العقاب؟
نريد أن ننهي إلى الأبد صراع المكاتب والكراسي ومحاربة الكفاءات وتصيد أخطاء المبدعين والواعدين.
ومن أجل إعادة بناء الحكومة وتطوير أساليب عملها، نتابع أداء دوائر الحكومة ونقيس أداء الموظفين والمديرين، ونوفر برامج التدريب، وأنشأنا معهد تنمية الموارد البشرية خصيصاً لتدريب موظفي الحكومة، وبرنامج إعداد القادة حرصاً منا على رفع كفاءة الأداء، وعلى وجود صف ثان وثالث ورابع من القادة.
وأعتقد أننا الحكومة الوحيدة التي لديها مؤشرات أداء تطبق على جميع الموظفين من المدير والوزير إلى الخفير.
أما التغير الكبير في الحكومة فكان في الانتقال إلى عصر الحكومة الالكترونية.
اليوم، تتم كافة المعاملات بين الدوائر الحكومية وتعاملات قطاع الأعمال مع هذه الدوائر إلكترونياً، كذلك تقدم الدوائر 90% من خدماتها للجمهور الكترونياً، وحكومة دبي الالكترونية، حسب أحدث دراسات دولية، بين أفضل عشر حكومات الكترونية في العالم.
المحور الثاني: التنمية البشرية بمفهومها الشامل:
نحن في الإمارات مجتمع صغير، وفي الوقت نفسه مجتمع شاب، وإلى ما قبل 40 عاماً كان مجتمعنا يعاني الأمرين، كان الحصول على التعليم والخدمات الصحية ميزة لا تتوفر إلا للقادرين.
إن ما حققناه في مجال التنمية البشرية شيء نفتخر به، وموقع الإمارات في السلم الدولي للتنمية البشرية متقدم جداً.
نحن كقادة مهمتنا هي تحقيق الصالح العام وإسعاد الناس، ولا يمكن إنجاز هذه المهمة من دون مشاركة الناس، لذلك نعطي الأولوية للتنمية البشرية، وهي محور رئيسي في رؤيتنا.
شباب الوطن هم المستقبل، وهم ضمانة استمرار التنمية والبناء والاستقرار، ونحن نعدهم لهذا المستقبل من خلال تطوير مناهج الدراسة ومن خلال التأهيل والتدريب، بتوفير أفضل المدارس والمعاهد والجامعات، وأفضل المؤسسات المتخصصة القادرة على نشر ثقافة الابتكار والتميز والريادة.
والمسؤوليات التي تنتظر هؤلاء الشباب كبيرة، ولكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المسؤولين، تقع عليهم مسؤولية الأخذ بيد الشباب وتحفيزهم ورعايتهم وفتح طرق التطور والتقدم أمامهم، عندما نمكن الفرد من الإبداع يصبح المجتمع مبدعاً، وقد قدمنا مبادرات عديدة في هذا المجال:
برنامج التعليم الالكتروني، برنامج (إعداد) لاحتضان الطلاب المتميزين وتعليمهم في أحسن جامعات العالم.
برنامج دعم مشاريع الشباب، الذي يهدف إلى إعداد المئات والآلاف من رجال الأعمال الشباب والشابات وتحتل المرأة مكانة مركزية في التنمية البشرية.
قبل فترة، زار صحافيون أجانب مدينة الانترنت، وسألوا إذا كانت المدينة تسمح بتعيين المرأة، ولما قال لهم المسؤول أن 65% من الموظفين نساء أبدى الفريق دهشته واستغرابه، وهذا يؤكد أن كثيرين في هذا العصر الذي يسمى عصر المعرفة لا يعرفون عنا شيئاً.
المرأة في الإمارات لديها فرص متساوية في التعليم وفي التوظيف، وهي متواجدة في أهم المناصب، وتتحمل مسؤوليات أعقد الأعمال، وتستطيع أن تؤسس العمل الذي يناسبها، ونحو 30% من الأعمال مملوكة لنساء.
المحور الثالث: إطلاق المشاريع وتنفيذها بسرعة قياسية، وسأذكر بعض هذه المشاريع لاحقاً.
المحور الرابع: إقناع القطاع الخاص بالمشاركة في المشاريع الجديدة.
تعلمون أن الحرية الاقتصادية في الإمارات قديمة قدم الإمارات، وتوفر الحكومة بيئة مناسبة لعمل القطاع الخاص، وتشجعه وتدعمه، والمفارقة أن الحكومة كانت أنشط من القطاع الخاص في التفاعل مع اقتصاد المعرفة، ولم تكن الحكومة مضطرة لتنفيذ بعض المشاريع، لو أقدم القطاع الخاص على تنفيذها, لكن القطاع الخاص لم يتأخر كثيراً، فبعد أن تأكد القطاع الخاص من ثمرات مشاريع الاقتصاد الجديد، تحرك ليلحق نفسه، ونحن نعول كثيراً على دور القطاع الخاص، لأننا نريد أن نصل بالحكومة إلى حدود الدور التنظيمي.
الجودة الشاملة: الجودة في الخدمات وفي الإنتاج وفي الأداء الحكومي، ففي عصر اتفاقية التجارة الدولية والتجارة الالكترونية، عليك أن تنافس أجود المنتجات والخدمات في سوق عالمية مفتوحة، وتعمل مجموعة من البرامج والمعايير لضمان تحقيق الجودة الشاملة في الخدمات الإنتاجية، في الحكومة والقطاع الخاص.
الإبداع والابتكار والتميز
في كل عمل وكل مشروع أمامك خياران: أن تأخذ فكرة من سبقوك وتتبعها، أو أن تبادر وتطور فكرة جديدة وعملاً جديداً وأسلوباً جديداً، وقد حققنا إنجازات كبرى على هذا الطريق، واكتسبنا مصداقية دولية، فنحن اليوم ندير مطارات وموانىء في دول كبيرة وصغيرة، ونقدم خبراتنا وحلولنا المستمدة من مشاريعنا الرائدة إلى دول عديدة.
السرعة في التنفيذ: أهم ما في الاقتصاد الجديد هو الفكرة التي تنفذ في وقتها، وفي عصر المعلومات، فإن الأفكار ليست حكراً على أحد، والجميع يتحرك ويركض، لذلك فإن السرعة في تنفيذ ما يناسبنا لا تقل أهمية عن الفكرة، لأن الأسرع يأكل الأكبر، وقد نفذنا في دبي مشاريع إستراتيجية في زمن قياسي، خلال سنة واحدة كانت مدينة الانترنت حقيقة واقعة، واليوم باتت المدينة قاعدة عالمية رئيسية في تكنولوجيا المعلومات وتتواجد فيها أكثر من 1400 شركة عالمية وأكثر من عشرة آلاف كادر تقني، أما مشروع الحكومة الالكترونية، فقد نفذناه خلال 18 شهراً، وقد بدأ البناء على نخلة جميرا، التي ستكون بحق واحدة من عجائب الدنيا.
كما انطلق العمل في دبي لاند، التي ستكون من بين المقاصد السياحية الشهيرة في العالم، ومشروع مركز دبي المالي العالمي يتحرك بمعدلات إنجاز أعلى من البرنامج الزمني.
الشجاعة في اتخاذ القرار
حينما أسسنا "طيران الإمارات" واجهنا سيلاً من الانتقادات والتحليلات وكان كافياً لتثبيط الهمم، البعض قال: كيف ستنجح الشركة وكل شركات الطيران في العالم تعاني من مشاكل وخسائر، والبعض الاخر قال: في المنطقة طيران الخليج، و"السعودي"، والكويتي، وجميع الشركات العربية والدولية الكبيرة، فكيف لشركة بدأت بطائرتين أن تنافس.
وبعد 11 سبتمبر فاجأنا العالم بصفقة طائرات قيمتها حوالي 16 مليار دولار ألحقناها بصفقة ثانية حوالي 15 مليار دولار، استغرب كثيرون وانتقدنا كثيرون، وقالوا انظروا ماذا حل بشركات الطيران، وكم شركة أفلست، لكننا كنا ندرك أن الوضع آنذاك مؤقت، وأن السوق سيسترد عافيته، وأننا بهذه الصفقة نحقق إنجازات عديدة، فهي أولاً تأتي ضمن خطط توسع الشركة، وثانياً تعيد الثقة لصناعة الطيران، وثالثاً حصلنا على ميزات في الأسعار وفي مواعيد تسليم الطائرات.
"طيران الإمارات" اليوم واحدة من كبريات الشركات في العالم، وهي الأولى في مستوى الخدمة، وقد زادت أرباحها في السنة الأخيرة على 74%. نحن في دبي نملك مثل بقية دول منطقتنا البحر والصحراء والرمال وشجر النخيل، ولدى الجميع مرافق وخدمات وبنية أساسية ونفط، فما هو سر نجاح دبي؟
إنها تركيبة خاصة، عناصرها تراث عميق في الحرية الاقتصادية والانفتاح على العالم، وقيادة هاجسها الرئيسي الصالح العام وسعادة الناس، ورؤية تلهم الناس، وكفاءة في تنفيذ الرؤية.،هذه العناصر معروفة، لكن المهم هو كيف تمتزج معاً خصوصاً وأن في كل منها مئات وآلاف التفاصيل. لا يحلق الطائر بجناحين فقط، فكم ريشة في كل جناح.
وهذه بعض رؤوس الأقلام في العالم العربي جديرة بالتفكير:
إقامة العدالة الاجتماعية.. التداول السلمي للسلطة.. التنمية الشاملة للمدن العربية.. حرية رأس المال.. إلغاء الضرائب على المشاريع الصغيرة والمتوسطة.. تنمية الريف العربي.. لا يكون العمران حيث لا يعدل السلطان وسيف العدالة لا غمد له.. وعلينا إيقاف نزيف الأدمغة العربية إلى الغرب ويتم تقديرهم في أوطانهم.. حل المشكلات العربية بالطرق السلمية وأن تكون هناك محكمة عدل عربية يحترم الجميع أحكامها.. تسهيل حصول العرب على فرص عمل في السوق العربية.
المنطقة العربية دخلت مرحلة الضعف ليس بسبب الانكسارات العسكرية، بل بسبب فقدان الريادة التجارية.
في القرن السادس عشر بسبب التخلف في المبادرة والابتكار وبعد أن نجح الصليبيون في اجتياح المشرق العربي، واجتاح المغول بغداد سنة 1260م، حافظت الأمة العربية على وجودها، والسبب هو قوتها التجارية، فقد كان العرب سادة النظام التجاري الدولي بين آسيا وأوروبا، وكان الدينار العربي مثل الدولار اليوم.
إذا كان الحصان الاقتصاد، والعربة هي السياسة، فلا تضع الحصان خلف العربة، ضع الحصان أمام العربة لكي يجرها. لو كانت الإدارة العربية جيدة لكانت السياسة العربية جيدة والاقتصاد العربي جيداً، والإعلام العربي جيداً، والخدمة الحكومية جيدة.
على العرب أن يعملوا معاً أو يخسروا جميعاً، عليهم أن يبادروا فالمبادرة سحر وعبقرية وقوة، لا الآلة ولا المال، بل الإنسان هو الذي يصنع النجاح والمستقبل، وأنا متأكد أن العالم كله سيفسح الطريق لمن يعرف وجهته.
لماذا نفكر في الفشل إذا كنا نستطيع التفكير في النجاح، ومن طموحه لا حدود له كلما وصل قمة، هناك قمة أخرى تنتظره أعلى.
نحن، جيد أن نجلس ونتكلم ولكن المهم أن نقف ونعمل، وندع العمل يقوم بالتفكير، لا نجاح مع الخوف ولا خوف مع النجاح.
وشكراً.