EN
  • العربية
  • English

البحث شعبية

site logo

كلمة محمد بن راشد بمناسبة ذكرى توحيد القوات المسلحة الـ 33

05 مايو، 2009
3 دقيقة قراءة
0:00
/

إخواني ضباط وأفراد قواتنا المسلحة الباسلة...

إنه ليوم مجيد من أيام التاريخ، الذي صنعه قادة مخلصون أسسوا دولة عصرية محورها الإنسان، ومقوماتها التنمية بكل مفرداتها، وأهدافها الأمن والسيادة والاستقرار ومد جسور التواصل والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة كافة على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والسلام والتعايش بين شتى الشعوب والدول، ولأجل هذا كله حرصت قيادة دولة الإمارات المؤسسة، وعلى رأسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، على تحصين دولتنا الحبيبة بجيش قوي موحد مؤمن بالله رباً، وبالإسلام دينا، وبالوطن عزيزاً مستقلاً شامخاً، وبالعروبة انتماء.

إن توحيد ودمج قطعات ووحدات الجيش، التي كانت موزعة بين إمارات الدولة قبل تأسيس وبناء الاتحاد، كانت الخطوة الأهم والأولى على درب تجميع عناصر القوة ومقومات الدولة الحديثة القادرة على انتزاع اعتراف الدول الأخرى، وقبولها عضواً في الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، وهذا ما تم فعلاً في العام 1971 فور إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة والاعتراف الدولي بها كدولة مستقلة ذات سيادة، بيد أن هذه الخطوة كانت بحاجة إلى تعزيز وتحصين في الداخل، تمثل بإعلان توحيد ودمج الوحدات والقطعات العسكرية كافة، تحت مسمى القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادتها واحدة، وعلمها واحد، وانتماؤها للوطن والعروبة، وولاؤها لقيادة دولتها السياسية.

ما أشبه اليوم بالبارحة، حيث نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والثلاثين لتوحيد قواتنا المسلحة الباسلة، التي باتت مصدر فخر واعتزاز لقيادتها، ومبعث أمن واستقرار وأمان لشعبنا، وحصنا منيعاً لمنجزاتنا الحضارية ومكتسباتنا الوطنية. إن القيادة العليا لقواتنا المسلحة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله"، وفرت كل أسباب المنعة والإمكانات المادية والتسليحية والتدريبية الضرورية، التي خلقت من قواتنا المسلحة قوة متماسكة مسلحة بالإيمان والشرف والتضحية من أجل الدفاع عن السلام والاستقرار، وحماية المجتمع والدولة والمؤسسات الوطنية، والذود عن حدود واستقلال تراب الوطن الغالي.

إننا كقيادة سياسية نبني لشعبنا، ونؤسس للأجيال القادمة من خلال بناء اقتصاد قوي، وإنشاء المؤسسات التعليمية والتكنولوجية والشبابية، التي تسهم في بناء إنسان قادر على تحمل مسؤولياته الوطنية والوظيفية والإنسانية بكل قدرة ومعرفة وكفاءة، لأننا نؤمن بأن الدول لا تبنى بالحجر، بل بالبشر المؤهلين علمياً ووطنياً واجتماعياً، ونحن والحمد لله استطعنا بناء جيل قيادي من شباب وبنات الوطن، قادر على إدارة وتشغيل وتفعيل مؤسساتنا الوطنية في مختلف القطاعات والميادين، حتى غدت بفضل خبرة وكفاءة شبابنا مثالاً يحتذى في معظم الدول الشقيقة والصديقة، وهذا بالطبع ثمار ما زرعنا كقيادة، وعلى الأجيال اللاحقة أن تتعلم وتتدرب وتكتسب الخبرات ممن سبقوهم، كي تبقى شعلة العطاء والبناء متقدة، تنير الطريق لإخوانهم.

وبهذه المناسبة المجيدة، أدعوكم إخواني ضباط ومنتسبي قواتنا المسلحة إلى مزيد من اكتساب الخبرة والتدريب، واستيعاب تكنولوجيا العلوم العسكرية لمواكبة التطورات العسكرية والعالمية، والحفاظ على مستوى قواتكم المسلحة من مهارات عسكرية ورباطة جأش وانضباط وولاء للقيادة والوطن والشعب.

أهنئكم إخواني بعيد قواتنا المسلحة، ويطيب لي أن أهنئ أخي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على جهوده ومتابعته الميدانية الدؤوبة لبرامج تطوير وتدريب أفراد القوات المسلحة، التي جعلت من سموه قدوة وطنية ومثالاً للإخلاص والعطاء والخلق القويم.

في الختام، أقول لكم: أيها الإخوة، ضباطاً وأفراداً، كونوا على ثقة بقدراتكم، وحافظوا على ما تؤتمنون عليه من سلاح وأسرار عسكرية ومبادئ وطنية وأخلاقية وإسلامية.