
افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، دورة الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الرابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي، وخاطب سموه رئيس وأعضاء المجلس، قائلا
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات
السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي
ضيوفنا الكرام..
شرفني أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، بأن أنوب عن سموه في افتتاح دورة الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع عشر، ويسعدني أن أنقل لكم تحيات سموه وتقديره، لما يقوم به مجلسكم الموقر كسلطة تشريعيه تمارس دورها في خدمة أهدافنا الوطنية، وخدمة مسيرة الخير والنماء لدولة الإمارات، التي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه؛ قائدنا التاريخي، الذي نسير على نهجه بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، وبمشاركة إخواني أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني..
تابعنا باهتمام الدورة السابقة لمجلسكم الموقر، ونثمّن ونقدر ما قمتم به من عطاء ومبادرة، وإننا ننتظر منكم أكثر، ونعتقد أن لدى المجلس الإمكانات التي تجعله أكثر قدرة على رصد اهتمامات المواطنين، وتحويلها إلى برامج عمل، ورصد السلبيات والايجابيات وتحويلها إلى أسئلة تطرح وتناقش مع جهات الاختصاص، وهذه أمانة كبرى تناط بمجلسكم.
ولا يفوتنا هنا أن ننوه بالدور المتميّز الذي لعبته الأخوات الأعضاء خلال الدورة السابقة، فقد أكدت مشاركتهن الأولى في المجلس أن رهاننا على دور المرأة الإماراتية كان رهاناً رابحاً، وأن ثقتنا بها كانت ثقة في محلها.
إن الدور الجديد ينعقد ونحن على مشارف الاحتفال بالعيد الوطني السابع والثلاثين، وهذا يعتبر انجازاً غير مسبوق في العالم العربي، الذي نتمنى أن تتأسى دوله بتجربتنا الفريدة.
الأخوات والإخوة..
ينتظر منا شعب الإمارات الكثير، هذا الشعب الذي آمن بالاتحاد مصيراً وكياناً أبدياً، ووضع ثقته فينا، ولن تدخر القيادة السياسية لدولة الإمارات أي جهد في توفير سبل العيش الكريم لأبنائها وشعبها، وما زالت توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة للحكومة في إعطاء الأولوية لخدمة الوطن والمواطنين نبراساً نحتذي به، ونسخّر له كل الإمكانيات، ونؤمن بالتغيير للأفضل، ونحرص عليه ونشجعه، لأن التغيير صفة من صفات الكون.
من يغفل عن حقائق الحياة وسنن الوجود لن يجد له مكاناً في قطار التقدم السريع، ولأننا نؤمن بأهمية العصرنة، و نحرص على تقدم دولتنا، فقد كانت سياسة دولة الإمارات تقوم على أن نكون في مصاف الدول المتقدمة تقنياً واقتصادياً مع توفير الطاقات كافة لبلوغ الهدف المنشود.
إن الاقتصاد يعني - في ما يعنيه - النمو والتقدم والحياة الأفضل لنا وللأجيال المقبلة، وهنا يجب أن نقف ونزرع الثقة في اقتصادنا الوطني، وأن نشرِّع القوانين التي تحمي منجزاتنا الاقتصادية، فوجود القوانين يحمي اقتصاداتنا من تقلبات الأسواق العالمية.
وهنا ندعوكم إلى المزيد من التفاعل مع مؤسسات وأجهزة الدولة، وأن تنزل اللجان إلى الميدان من المجلس الوطني، لتتلمس احتياجات المواطنين وهمومهم، ولا تكتفي بالاجتماعات الرسمية، فأنجح جدول أعمال هو ما يُوضع من خلال الواقع العملي على الأرض، لا ما يُوضع في الغرف المغلقة.
وفّقكم الله، وسدد الله على طريق الخير خطاكم، والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.