EN
  • العربية
  • English

البحث شعبية

site logo

كلمة محمد بن راشد بمناسبة إطلاق التقرير الأول لمساعدات الإمارات الخارجية

30 يونيو، 2010
6 دقيقة قراءة
0:00
/

أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن مساعدات الدولة الإنسانية الإجمالية بلغت منذ نشأتها العام 1971 وحتى الآن ما يزيد على 163 مليار درهم، منها 9 مليارات درهم مساعدات خارجية للعام 2009، ما جعلها عاصمة إنسانية عالمية. جاء ذلك في كلمة سموه خلال إطلاقه التقرير الأول لمساعدات الإمارات الخارجية، فيما يلي نصها:

الإخوة والأخوات..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسعدني في هذا اليوم أن التقي معكم لإطلاق التقرير الأول لمساعدات دولة الإمارات الخارجية، ويسرني أن التقي بهذا التجمع الإنساني الكبير، حيث تجتمع لدينا اليوم أكبر 21 جهة إنسانية وخيرية في دولة الإمارات، والتي قدمت أكثر من 163 مليار درهم منذ قيام الاتحاد لمكافحة الفقر والجوع والمرض في أنحاء العالم كافة، وفي العام الفائت فقط بلغ إجمالي ما قدمته الدولة حوالي 9 مليارات درهم لأكثر من 90 دولة حول العالم.

جهات حكومية، وإنسانية، وإغاثية، وأهلية، تجتمع على أهداف إنسانية نبيلة، وقيم إسلامية عريقة، تنصر الضعيف، وتعلم الصغير، وتسد جوع الفقير، وتغيث الملهوف، وتعالج المريض، تبنى المستشفيات، وتعمر المدن، وتقيم المدارس، وتنشر رسالة محبة الإنسان لأخيه الإنسان، وتحمل لواء العطاء للبشر؛ كل البشر، عبر عقود من العمل والعطاء الإنساني، الذي لا يعرف حدوداً.

الإخوة والأخوات..

هذه المناسبة وهذا التجمع قريب جداً إلى قلبي وروحي، لارتباطه بقيمنا الإنسانية النبيلة، وارتباطه بتراثنا وديننا، وارتباطه بقادة عظماء علمونا العطاء بالأفعال لا بالأقوال، وبالمشاريع لا بالكلمات.

عندما أبلغني الإخوة بنتائج تقرير مساعدات الإمارات الخارجية، وبأن دولة الإمارات من أكثر دول العالم عطاء، لم أكن متفاجئاً أو مستغرباً، لأننا في دولة الإمارات لنا ما يميّزنا في تجربتنا الإنسانية، ولعلي هنا أن أتحدث عن بعض الأسباب التي جعلتنا من أكثر دول العالم عطاء: السبب الأول: "زايد"، البداية كانت من زايد، والجود أصله وبدايته من زايد، والعطاء الحقيقي له اسم آخر، يسمونه "زايد".

لا يحتاج "زايد" لشهادة منا، فشهوده كثيرون غيرنا، تشهد لزايد مدن فلسطين، وهضاب باكستان، وسهول المغرب، وسدود اليمن، وقرى بنجلاديش وغيرها من الدول الفقيرة والمستحقة.

يشهد لزايد آلاف الأيتام، ويدعو له آلاف المرضى، ويدرس في مدارسه الخيرية آلاف الأطفال.

ليس زايد في حاجة إلى شهادتنا، فحتى الأرض المباركة في القدس وما حولها تشهد له ولأياديه البيضاء، رحم الله زايد، الذي غرس فينا حب الخير، وعلمنا مبادىء العطاء، وجعل أعمال الخير التي نعملها في موازين حسناته.

أما السبب الثاني أيها الإخوة والأخوات في أننا من بين أكثر دول العالم عطاء، فهو وجود رائد العمل الإنساني بيننا؛ أخي "الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة" صاحب اليد البيضاء، والقلب الإنساني المرهف، ولا عجب أن جاء التقرير ليقول إن أكثر من نصف المساعدات التي خرجت من دولة الإمارات العام 2009 جاءت من مؤسسة واحدة، هي صندوق أبوظبي للتنمية بتوجيهات خليفة، حيث بلغت المساعدات التي قدمها حوالي 5 مليارات درهم في سنة واحدة فقط، بخلاف مؤسسة خليفة للأعمال الخيرية، وغيرها من المؤسسات التي تتبع له بشكل مباشر، لا أجد ما أقول في خليفة إلا كما قال الشاعر:

              "هو البحر من أي النواحي أتيته    فلجته المعروف والجود ساحله".

أما السبب الثالث أيها الإخوة في تميز دولة الإمارات في عطائها، فهو أنتم، رواد العمل الإنساني في دولة الإمارات، أصحاب البصمات الواضحة، والعمل الإنساني والخيري، الذي لا يعرف الحدود؛ شخصيات إنسانية متعددة نفخر بها في دولتنا، أخص بالذكر منها هنا: سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله؛ أم الإمارات، وأيضا "أم العطاء" شخصية العام الإنسانية، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخي الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب تنسيق المساعدات الخارجية ورئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بكل اقتدار والذين لديهم فرق عمل وفرسان للعطاء كلما سمعوا نداء استغاثة في أي مكان طاروا إليه، فلهم منا كل الشكر وجزيل التقدير، ولهم عند ربهم الأجر الوفير، إن شاء الله.

كما أن لدينا في الإمارات هيئات وشخصيات إنسانية قديرة سنكرمهم بعد قليل، وآخرين كثيرين من أصحاب الخير من أبناء الإمارات لا نعلمهم، لكن الله يعلمهم.

أيها الإخوة والأخوات..

لقد نشأنا على حب الخير، وعلى عمل المعروف، ولا نبغي بهذه الأعمال مفاخرة أو تباهياً بين الناس، يكفينا رضا الخالق ودعاء المخلوقين، وهي أعمال تتطلبها طبيعتنا الإنسانية وحبنا للخير وفطرتنا عليه.

أيها الإخوة والأخوات..

بلغت التقديرات غير النهائية لمساعدات الإمارات الإجمالية منذ نشأة الدولة العام 1971 حتى الآن ما يزيد على 163 مليار درهم، وهذا الرقم غير نهائي فمازال الإخوة يعملون على حصرها، كما بلغ إجمالي مساعداتنا الخارجية العام 2009 حوالي 9 مليارات درهم، أو ما يقارب الواحد بالمائة من دخلنا الوطني الإجمالي، متجاوزين بذلك أغلب دول العالم من حيث النسبة.

ولا أقول هذه الأرقام بدافع الفخر والمباهاة، فمن عمل صالحاً فجزاؤه عند ربه، ولكن أريد أن أوصل رسالة مهمة: "إن دولة الإمارات ليست مركزاً مالياً أو اقتصادياً فقط، وليست محطة سياحية بين الشرق والغرب، بل نحن مركز إنساني مهم على الساحة العالمية، وإن شعب الإمارات ليس شعباً مرفهاً معزولاً عمّا يجري حوله في العالم، بل هو شعب ينبض بالحياة، ويتألم لمصاب إخوانه البشر في أنحاء الأرض كافة، ويسهم بإيجابية وفاعلية في رفع المعاناة ومساعدة المحتاج ومكافحة الفقر والجوع والمرض في أنحاء المعمورة كافة.

نحن في دولة الإمارات نعطي بلا تردد، فحين تأثرت دول العالم بالأزمة المالية العالمية في 2009، وتراجعت إسهاماتها الخيرية والإنسانية حسب التقارير، فإننا في دولة الإمارات كنا على العكس من ذلك، حيث زادت مساعداتنا تجاه من هم أقل حظاً منا، كما أننا في دولة الإمارات نعطى أيضاً بلا حدود، حيث 95 بالمائة من مساعداتنا هي على شكل منح لا ترد، حتى لا نرهق اقتصادات الدول الأقل حظاً.

ونعطي أيضاً بلا شروط، حيث إن مساعداتنا تحمل أهدافاً إنسانية فقط، لا تحكمها السياسة، ولا تحدها الجغرافيا، ولا ينقص منها عرق أو لون أو دين للجهة المستفيدة، نحن عاصمة إنسانية عالمية، ومحطة غوث رئيسية لكل محتاج، لا نتأخر في دعم الشقيق  والصديق والمنكوب والمحتاج أينما كان، هذه هي رسالتنا للعالم، وهذه هي دولة الإمارات العربية المتحدة.

أسأل الله أن يحفظها قوية عزيزة موفورة الخير،  وأن يحفظ لنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، وأن يديم النعمة على شعبنا، ويوفق الجميع لمزيد من الخير والعطاء والبذل والكرم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.