EN
  • العربية
  • English

البحث شعبية

site logo

افتتاح دور الانعقاد الثاني للمجلس الوطني الاتحادي

19 نوفمبر، 2007
6 دقيقة قراءة
0:00
/

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات،،
السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي،،
الحضور الكرام،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله تعالى، وبتشريف من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، نفتتح اليوم دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الرابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي، وقد مر على مسيرته نحو خمسة وثلاثين عاماً من الانجاز المخلص إسهاماً في تعزيز التلاحم الوطني، وتأكيد نهج الشورى، ومشاركة فعالة في ملحمة البناء والنهضة والتقدم، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.

يجيء انعقاد دورتكم الجديدة هذه عشية الذكرى السادسة والثلاثين لقيام اتحادنا المجيد، وهي ذكرى تحفزنا للمضي قدماً في انجاز مشروع النهضة الشامل ونحن مسلحون بالعزم والتصميم على تحقيق أهدافنا، مستلهمين ميراث آبائنا، متسلحين برؤية مستقبلية طموحة وبرنامج شامل للعمل الوطني وخطة إستراتيجية للحكومة، معتمدين بعون الله تعالى على سواعد أبناء وطننا وطموحات شبابنا، الذين نتوقع منهم الكثير.

الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني،،

إننا نستشرف مرحلة تحول كبرى تستهدف إصلاح وتطوير الأنشطة والمؤسسات والنظم والتشريعات، وقد نجحنا بالفعل في التأسيس للخطوة الأولى لما نسعى له بانجاز إستراتيجية الحكومة الاتحادية وإطلاقها في ابريل الماضي، وما أعقبها من قوانين وقرارات وإجراءات لإعلاء مفهوم العمل، وتعظيم دور المواطن، وإعداد القيادات الوسطية، وتحديث قانون الخدمة المدنية بما يضمن تطوير الأداء وتشجيع المبادرات، ومكافأة المتفوقين وفتح السلم الوظيفي أمام القيادات الواعدة.

وتحقيقاً للاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي للوطن والمواطنين، ودعماً للمسيرة الاتحادية المظفرة، شهد العام اهتماماً كبيراً بقضيتي التركيبة السكانية وهيكل سوق العمل، وجهوداً إجرائية واضحة لزيادة الموارد المالية المتاحة للحكومة الاتحادية، بما يدعم ميزانيتها ويمكنها من انجاز برامجها الموجهة لتطوير الإنسان وإطلاق طاقاته، والارتقاء بالبنى والأسس وتطوير المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية والأمنية والثقافية على امتداد هذا الوطن.

وقد ترافقت مع هذه الانجازات التطويرية، انجازات مهمة على مستوى الأداء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، فقد واصل اقتصادنا تحقيق معدلات نمو عالية، وارتفعت مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج الإجمالي المحلي، ويتوقع أن ترتفع الاستثمارات بنسبة 18-20% عن العام الماضي، كما حققت دولتنا تقدماً كبيراً في استخدام التقنية الحديثة، محتلة مراتب متقدمة على المستوى العالمي.

إن هذه الانجازات، التي تستهدف الانتقال بالإمارات إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً، لن تكتمل من دون تفعيل مشاركة المواطنين في الأنشطة الاقتصادية كافة، وأقول لأبنائنا وبناتنا: أنتم الوطن، وأنتم التنمية المستدامة التي نسعى إليها، ومشروع النهضة الذي نتطلع إليه، لن يكتمل من دون جهودكم وتقديمكم المثل الأعلى في الانتماء والولاء، وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن وعزته وتقدمه.

وبدورنا سنواصل الجهود لتأهيل أبنائنا وبناتنا، وتزويدهم بمهارات إطلاق الأعمال، وتشجيعهم على الريادة والابتكار، ومساعدتهم في تأسيس مشاريعهم الخاصة وإدارتها.

الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي،،

إن الحياة مجموعة من الفرص المتاحة، وفي زمن التغيرات الكبرى مثل زمننا هذا، تتعدد الفرص، لكنها تمر مسرعة ولا تنتظر أحداً.


الزمن لا ينتظر، فسباق التنمية لا يتوقف والمنافسة على التميز تزداد اتساعاً، ونحن مصممون على اغتنام الفرص المتاحة لبناء نهضتنا الكفيلة بتحقيق التقدم المعرفي والحضاري لدولتنا ومجتمعنا.

هذا التصميم هو الذي يفسر ضخامة البناء والإصلاح والتطوير في كافة أرجاء دولتنا، وهو الذي يفسر حرصنا على سرعة التنفيذ والانجاز.

ومن طبيعة الأشياء أن يصطحب كل عمل ضخم وسريع آثاره الجانبية، ونحن نرصد هذه الآثار ونتابعها ونتعامل معها بكفاءة واقتدار.

وعلى المستوى السياسي مازلنا على وعد قطعناه أن نصل بالتجربة السياسية الإماراتية إلى  مقصدها، كتوسيع نطاق المشاركة وتعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي الموقر كسلطة رقابية قائدة مرشدة، ونتطلع إلى مشاركة حقيقية من مجلسكم الموقر في دعم الحكومة وسياستها بالروىء والأفكار، بما يدعم ويزيد من فعالية برامج توظيف كامل القدرات البشرية المواطنة، وتحسين جودة خدمات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وتطوير القوانين والتشريعات، بما يحفظ للوطن خصوصيته وللمواطن هويته وأمنه في ماله ورزقه واستقراره، إضافة إلى بلورة أفكار ومبادرات لتحديث علاقة الدولة بالمجتمع، وإبراز دولتنا كنموذج لمجتمع مدني عصري متطور منفتح ومشارك.

الإخوة والأخوات،،

إن حيوية دولتنا وتقدمها السريع في جميع المجالات عززا مكانتها الإقليمية والعربية والدولية، وجعلا صوتها مسموعاً وتأثيرها فعالاً ودورها مطلوباً، وستظل دولتنا كعهدها دائماً محضر خير ورسالة محبة وسلام وبناء ونماء، وستظل سياستنا الخارجية مرتكزة على قواعدها الثابتة وأسسها  الواضحة والالتزام بمبادىء القانون الدولي وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وبناء العلاقات الثنائية على أسس المصالح المتوازنة والاحترام المتبادل، وحل الخلافات بالوسائل السلمية، ودعم العمل العربي المشترك، والوقوف إلى جانب الحق والعدل، ومساعدة الأشقاء والأصدقاء، والإسهام في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وسنواصل على الصعيد الخليجي التشاور والتنسيق مع إخواننا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مقدرين موقفهم الثابت في دعم مطالب دولتنا بإيجاد حل سلمي لاسترجاع جزرنا المحتلة عن طريق التفاوض المباشر أو إحالة النزاع إلى محكمة العدل الدولية لإنهائه وفقاً لمبادىء القانون الدولي.

وإننا إذ نتابع بألم استمرار معاناة الشعب الفلسطيني جراء استمرار إسرائيل في حصاره واحتلال أراضيه وإعراضها عن الاستجابة لدعوات إحلال السلام العادل والدائم، فإننا نؤكد مواصلة مساندتنا للشعب الشقيق، وندعو قياداته إلى وضع حد لخلافاتها والتأسيس لمرحلة جديدة تعزز الموقف الفلسطيني وتمكنه من تحقيق أهدافه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما نتابع بقلق بالغ أوضاع العراق الشقيق، ونتطلع إلى يوم تتفق فيه القيادات وتتمكن من حشد الجهود وتوجيه طاقات العراق الكبرى للاعمار والبناء والتنمية.

أما لبنان الشقيق، فإننا ننظر بأمل إلى المساعي المبذولة في هذه الأيام لإخراجه من أزمته الراهنة، ونرجو لقياداته النجاح في بلورة اتفاق شامل حول كافة القضايا الخلافية.

الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني،،

في ختام حديثي من على منبركم هذا، نتوجه بالتحية والتقدير إلى إخواننا أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وجهودهم الخيرة في تعزيز أركان الاتحاد وعملية التواصل في بناء الدولة وتقدمها، كما نتوجه بالتحية والتقدير إلى كل مواطن ومواطنة ساهم بعمله وجده في بناء اتحادنا الغالي ووطننا العزيز، ونحيي قادة وضباط وأفراد قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين يسهرون على حماية الوطن وصيانة مكتسباته والحفاظ على الأمن والاستقرار.

نشكركم أيها الإخوة الأعضاء انتم ومن سبقكم في هذا المجلس، فقد كنتم عند حسن الظن بكم، وأديتم واجبكم بأمانة وإخلاص، وننتظر منكم المزيد من الجهد والعطاء، فمسيرة العمل الوطني ماضية في طريقها إلى الأمام بثقة لا تعرف التردد، وخطى لا تعرف التراجع، وطموحات لا تحددها حدود.

أعانكم الله ووفقكم ورعاكم، وسدد على دروب الخير خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.