
إخواني وأبنائي؛ ضباط وجنود قواتنا المسلحة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحييكم وأشد على أياديكم في كل مواقعكم وتخصصاتكم وميادين عملكم، وأهنئكم بحلول الذكرى الثانية والثلاثين لتوحيد قواتنا المسلحة، وقيام الجيش الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وبكل الفخر والاعتزاز بهذه المناسبة العزيزة، أرفع باسمكم جميعاً أسمى آيات التهاني والتبريك إلى أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأخي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
كما أزجي التهنئة إلى أبناء شعبنا الوفي، الذين يرفدون جيشنا الباسل بالرجال والنساء المفطورين على روح الانتماء والولاء لقيادتهم، وروح العطاء والاستعداد لفداء الوطن بالغالي والنفيس، حفاظاً على مكتسباته وأمنه واستقراره وحرمة أراضيه ومياهه وأجوائه.
أيها الضباط والجنود..
وأنا أحتفل معكم اليوم بهذه المناسبة الغالية، أعبر لكم عن سعادتي بالمستوى الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة من حيث التسليح والتخطيط والتدريب والكفاءة والانضباط، ولا شك في أن التطور والتقدم اللذين حققهما جيشنا الوطني خلال السنوات الاثنتين والثلاثين الماضية كبيران وعظيمان ومجيدان، وهما جزء أصيل في التطور والتقدم اللذين أصابا جوانب الحياة والنشاط كافة في وطننا الغالي.
وحين نستعيد في ذاكرتنا مسيرة التنمية ومراحل التطور، نرى أننا كنا فعلاً نسابق الزمن في البناءين العسكري والمدني، وبتوفيق المولى عزّ وجلّ وحكمة قيادتنا وبعد نظرها، نجحنا في هذا السباق، واختصرنا الزمن، وحققنا إنجازات حضارية كبرى، وبنينا جيشاً عصرياً ينهض بالأدوار المنذور لها، وينفذ على أكمل وجه المهام كافة التي يأمره بها قائده الأعلى؛ صاحب السمو رئيس الدولة.
والواقع أن قصة النجاح في بناء قواتنا المسلحة، هي نموذج يروي قصة وطننا الصغير بمساحته وسكانه، والكبير بطموحاته وأحلامه وإرادته وتصميمه على أخذ موقعه اللائق بين الأوطان الأكثر تقدماً وتحضراً ورقياً.
وفي قلب هذه القصة قيادة ملهمة تضع عزّة الوطن وسعادة الشعب هدفاً أعلى وأسمى، وتسخر كل الإمكانيات، وتبذل أقصى الجهود لتحقيق هذا الهدف، وفي قلبها أيضاً أبناء وطننا وشبابنا وشاباتنا، الذين يلتفون حول قيادتهم، ويستلهمون رؤيتها، ويندفعون إلى كل مواقع العمل الوطني بحب وإخلاص، ويبدعون وينجزون، وأنتم أيها الضباط والجنود نموذج بارز لهؤلاء الأبناء، فقد أقبلتم بهمة ونشاط على التعليم والتدريب في المعاهد والمعسكرات والدورات المتخصصة، فأتقنتم العلوم العسكرية والنظرية، ونجحتم في استخدام أكثر الأسلحة تطوراً وأحدث التقنيات المستخدمة في الأجهزة والمعدات ونظم السلاح، وكنتم في أدائكم لواجباتكم وتنفيذكم للمهمات، التي تكلفون بها، مثالاً للكفاءة والشجاعة والإخلاص والانضباط.
إخواني وأبنائي ضباط وجنود قواتنا المسلحة..
رسالتنا في هذه الحياة هي التعمير والبناء والعمل الصالح، الذي يرضي الله وينفع الناس، وإذا كان من حقنا أن نسعد ونبتهج بما أنجزناه في وطننا، وأن نفخر ونعتز بمكانة واحترام دولتنا وشعبنا في المنطقة والعالم، فإن من واجبنا أن نتمثل أهم دروس الذكرى وعبرها، فلم نكن لننجح في تحقيق النهضة لولا حكمة قيادتنا في إدارة عملية التنمية الشاملة وتسخيرها لجهودها وإمكانياتها كافة، لتوفير الأمن والاستقرار والمنعة للوطن والحياة الرغيدة الهانئة للمواطنين.
لذلك، علينا أن نضاعف جهودنا، ونطور قدراتنا، وننمي معارفنا، فالعمل الوطني لا يعرف الاسترخاء ولا يقبل الكسل، وطريق النهضة والتقدم لا يشقه المتواكلون والمترددون، ستكون أمامنا دائماً مشاريع لننجزها، وأفكار جديدة لنطبقها، ودروس لنتعلمها، ومسافات لنقطعها، وتحديات كثيرة لنتجاوزها.
وفي منطقة، كمنطقة الشرق الأوسط الموسومة بالقلاقل والاضطرابات، وفي عالم يعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة في قلقها ومتغيراتها ومفاجآتها، علينا جميعاً، رجالاً ونساء، شيباً وشباناً، وفي كل المواقع والأوقات، أن نعطي لعملنا ووطننا ومجتمعنا بأعلى درجات العطاء والإخلاص والتفاني في أداء الواجب.
وعلينا أن نحافظ على أعلى مستويات اليقظة والانتباه، وأن نتحسب لأسوأ الاحتمالات، وأن نكون دائماً على أتم الاستعداد للتعامل مع أي تطورات أو مفاجآت.
ودوركم أيها الضباط والجنود بالغ الأهمية، فأنتم درع الوطن الصلبة، وسياجه المتين، وعينه التي لا تغفو ولا تنام، وساعده القوي الجاهز لرد الطامعين والعابثين والمغامرين على أعقابهم خائبين.
فكونوا جاهزين دائماً أنتم وسلاحكم، وواصلوا كعهدكم الإقبال على التعليم والتدريب واكتساب المعرفة، واحرصوا على استيعاب جديد السلاح والتقنية والعلوم العسكرية، ولتكن معنوياتكم دائماً مرتفعة ونفوسكم متوثبة، فأنتم أحفاد الرجال الذين نشروا رسالة النور والعدل والسلام في أرجاء الأرض، وأنتم الأمناء على ميراث الآباء الذين عمروا هذه الأرض، وأرسوا قواعد بنيان دولتنا الشامخ.
سيظل يوم إنشاء جيشنا الوطني علامة مضيئة في تاريخنا المجيد، وستظل راياته خفاقة عالية تتجمع حولها الأفئدة وتحميها سواعد الرجال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.