
وجه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، ولي عهد دبي وزير الدفاع، كلمة الى اخوانه ضباط وأفراد قواتنا المسلحة الباسلة بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لعيد جلوس صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نشرتها مجلة "درع الوطن"، جاء فيها:
إن شعب الإمارات من حقه أن يحتفل بهذه المناسبة العظيمة وعليه واجب الوفاء والولاء لقائده ورئيسه الذي شهد عهده الزاهر نهضة حضارية مباركة طالت كل مناحي الحياة الاجتماعية والمعيشية والتعليمية والصحية والاقتصادية لأبناء وبنات الإمارات الذين يتمتعون بحياة كريمة نالوا فيها حقوقهم كاملة في العلم والعيش الكريم والعلاج والعمل والحرية والكرامة الوطنية والإنسانية.
إن الاحتفال بأي مناسبة وطنية لا يقتصر على الكلام والخطابة والإجازة بل هو يوم وطني يجب على الجميع تخليده بمزيد من الإنجاز والنجاح والإبداع يوم على كل فئات مجتمعنا أن تتخذ منه حافزاً ودافعاً لرد الجميل إلى الوطن والقيادة الرائدة من خلال أداء الواجب الوطني بكل إخلاص وتفانٍ كل في موقعه، الضابط والجندي في قواته المسلحة ورجل الأمن والشرطة في جهاز الشرطة والطالب في جامعته ومدرسته والطبيب في عيادته ومستشفاه والمهندس في موقع عمله والرياضي في ناديه والمعلم في مدرسته والوزير في وزارته.
وقال سموه: إن الجميع مطالبون بالعطاء والابتكار والعمل من أجل تقدم المجتمع وإعلاء شأن الوطن داخلياً وإقليمياً ودولياً لأن الوطن مهما بلغت ثروته المادية ومساحة أرضه وعدد سكانه وغنى تراثه وثقافته يبقى فقيراً مهدداً وعرضة للطامعين والحاقدين إذا لم يكن معززاً بإنجازاته الحضارية ومحمياً بسواعد وعقول مواطنيه الذين عليهم أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والوعي والإبداع الفكري والمادي من أجل بناء وطن شامخ مسيّج بكفاءة وطاقات أبنائه وبناته الخلاقة القادرة على العطاء والإنتاج ومواكبة العصر ومد جسور التواصل الحضاري والإنساني والثقافي مع الشعوب الأخرى.
وأكد سموه إن القوة المسلحة والإمكانيات المادية وارتفاع البنيان كلها لا تعادل قوة العلم والقلم والمعرفة، والتاريخ العربي والإسلامي القديم خير دليل على أن العرب والمسلمين غزوا العالم ووصلوا حتى أسوار الصين بعلومهم وعلمائهم حيث كانوا الرواد الأوائل في علوم الفلك والطب والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم التي مازالت تُدرّس في جامعات العالم.
إن الوطن في حاجة إلى طاقات وقدرات وعطاءات أبنائه وبناته ومادام لهذا الوطن قيادة واعية معطاءة وحكيمة، فكونوا على ثقة بأن الوطن سيظل شامخاً عزيزاً كريماً فهذه نتيجة طبيعية لمعادلة متوازنة ومتكاملة يبقى الإبداع والتميز في العلم والعمل الرقم الصعب فيها. ويشرفني بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لعيد جلوس صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة (حفظه الله) أن أرفع بالأصالة عن نفسي ونيابة عن كل منتسبي قواتنا المسلحة أسمى آيات الوفاء والولاء والعرفان إلى سمو الوالد مهنئين شعب الإمارات الوفي بهذه المناسبة الوطنية المجيدة التي علينا جميعاً أن نستخلص منها العبر والممارسات التي تعكس أصالة وحضارة قيمنا وتراثنا العربي والإسلامي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.