
أشاد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي وزير الدفاع، بالموظفين والموظفات المكرمين في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، واصفاً إياهم بالجنود المجهولين.
جاء ذلك، في كلمة ألقاها سموه في حفل توزيع جوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، في ما يلي نصها:
أعلنت في أبريل من عام 1999 عن رؤيتي من أجل أن تكون دبي المركز العالمي المفضل للمال والأعمال والسياحة، وكالعادة تشكك البعض، واعتقد البعض أن هذا مجرد شعار في حملة للعلاقات العامة..
واعتقد آخرون بصعوبة هذه الرؤية، وحتى استحالة تحقيقها.. وكنت أدرك صعوبة المهمة.. ولكنني كنت أعرف أنها ليست مستحيلة.. وأعرف أنها رؤية بعيدة المنال، ولكنها ممكنة التحقيق.. نحن نتحالف مع المستقبل، ونذهب إليه لنشارك في صنعه، ولم نكن يوماً من الذين ينتظرون.. ولن نكون.. فالوقت هو أغلى ما يملكه الإنسان، إذا ضاع الوقت لا يمكن استرجاعه، والواجبات أكثر من الأوقات، والزمن ليس محايداً، فهو إما صديق حميم أو عدو لدود.
إن سر النجاح في حسن إدارة الوقت، وسر التفوق في سرعة التفكير واتخاذ القرار والتنفيذ. لقد نفذنا العديد من المبادرات والمشاريع الناجحة.. ولكننا لم نصل بعد إلى ما نريد،ما زلنا في المتر الأول من الميل الأول.
بعض المسؤولين يظنون أنهم أنجزوا ما لم ينجزه أحد، وأن بلادنا وصلت إلى القمة، وأننا في حال تضاهي أكثر الدول تقدماً، وأن كثيرين في المنطقة يقلدوننا ويقتبسون أفكارنا وينسخون مشاريعنا.. أقول لهؤلاء تمهلوا وتواضعوا، الشيء الذي فعلناه أمس انتهى.. تكلموا عن الغد وعن المستقبل.. نحن ما زلنا في البدايات، والرحلة طويلة وشاقة، تنتظرنا مهام كبيرة في جميع المجالات الإنسانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وفي توفير متطلبات تنمية مجتمعنا وتطوير مواردنا وتعزيز مكانة بلادنا الإقليمية والدولية.
الأخوة والأخوات..
في يوم التميز الحكومي أجدد التأكيد على دور القطاع الحكومي باعتباره القاطرة التي تشق طريق التطور والتقدم، لذلك علينا أن نمضي قدماً في عملية بناء حكومة تعمل وفق مفاهيم حديثة وأساليب متطورة ورؤى مستنيرة.. حكومة ديناميكية ومبادرة وفعالة وقادرة على مراجعة وتطوير أدوارها وعملياتها ومسؤولياتها.
نريد حكومة تعمل كل دوائرها كفريق واحد لتحقيق الهدف المشترك من دون مناكفة أو ازدواجية أو تعقيد، حكومة تتحالف مع مواردها البشرية وتشاركها خططها ومبادراتها وبرامجها وقراراتها، حكومة لا تكتفي بإدارة الإنسان، بل تدير مع الإنسان وتحترم إنسانيته وتقدر كيانه.
الإنسان ليس رقماً، وليس ورقة في ملف، وليس إنساناً آلياً يتحرك بالريموت كونترول والأوامر والنواهي.
الإنسان عواطف ومشاعر وذاكرة وعقل يفكر ويحلل ويقارن، إذا لم تراع ذلك في تعاملك معه، فلن يعطيك إلا أقل القليل، ولن يعمل بحماس، ولن يعنيه نجاحك أو فشلك، ولن يشعر بالولاء للدائرة أو المؤسسة، ولن يكون راضياً، وربما يصبح ناقماً أو لامبالياً، لذلك وجهت إدارة البرنامج لقياس مستويات رضا الموظفين في الدوائر الحكومية، وهذه أفضل الدوائر في رضا الموظفين:
أولاً: سلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام.
ثانياً: سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي الدولي.
ثالثاً: هيئة كهرباء ومياه دبي.
وهذه أسوأ الدوائر في رضا الموظفين في القطاع الحكومي:
الأسوأ: دائرة العدل.
ثانياً: مجلس الاعمار.
ثالثاً: جداف دبي.
هذه الدراسة ليست لمجرد قياس النتائج، وإنما وسيلة لسماع صوت الموظفين، والتعرف إلى الهموم والصعوبات التي تحول دون إبداعهم وتفوقهم. نتائج هذه الدراسة يجب أن تكون أداة لتغيير نظرتنا وتعاملنا مع الموظفين، لا مجرد دراسة أخرى تكون حبيسة أدراج المديرين والمسؤولين.
لقد تحدثت في السنة الماضية عن مديرين يعطلون قدرات موظفيهم، ويمتنعون عن توفير متطلبات تدريبهم وتطويرهم.. ومع الأسف ما زال عندنا أمثال هؤلاء المديرين.. وهناك مديرون آخرون يديرون بالأوامر والنواهي، ويزرعون الخوف في قلوب الموظفين، مما يحول دون إبداعهم وعطائهم وتقدمهم، وهناك مديرون يتركون الحبل على غاربه لمساعدين يتجبرون بالموظفين ويحرمونهم من كل الفرص التي يمكن أن تظهر قدراتهم وتثبت كفاءتهم، مثل هؤلاء المديرين والمساعدين يعرقلون مسيرتنا، وهم عقبة في طريق تقدمنا.
أريد مديرين لا ينشغلون بتوقيع كل معاملات الدائرة حتى إجازات الفراشين.. مديرين يفوضون الصلاحيات، وليس مديرين متمسكين بالمركزية المطلقة وكأنهم يديرون نظاماً شمولياً.. كثرة التواقيع لا تعني نجاح المدير، بل تعني تخلف إدارته. مهمة المدير أكبر من ذلك، وأهم من ذلك، مهمته التخطيط والإشراف والتحفيز وتنمية قدرات مساعديه وموظفيه، وبناء صفوف ثانية وثالثة في كل الإدارات والأقسام والوحدات التابعة له.
أريد مديرين يعملون من دون كلل على تحسين قدرات موظفيهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتشجيعهم على المبادرة والمجازفة المحسوبة وتقديم الأفكار الجديدة.
البعض في الإدارات العليا وفي الصف الثاني مصاب بحساسية من الأفكار الجديدة.. لديه موقف سلبي مسبق، وكأنما قبول فكرة جديدة من غيره يقلل من مكانته، أو يهدد مركزه الوظيفي.
البعض يظن أنه حين يجلس على كرسي الإدارة يكون قد جلس أيضاً على صندوق المعرفة ومستودع الأفكار..
يا إخواني، لا يوجد ولم يوجد إنسان واحد يحيط بكل المعارف والأفكار.. تعلموا من رسولنا الكريم الذي كان يشاور أصحابه في كل شيء، ويطلب رأيهم في كل صغيرة وكبيرة، ويسعد باقتراحاتهم، ويتبنى المفيد منها.
أريد المدير الشجاع والمتفائل وسليم القلب والمترفع عن الألعاب البيروقراطية الصغيرة لاصطياد الأخطاء وتضخيمها، أو تحويل المكاتب إلى مجالس للنميمة والتسلي بشؤون الآخرين، الذي يحاول إثبات نجاحه من خلال محاولة إثبات فشل الآخرين ليس بناجح، وليس بسعيد في حياته، وهو من أصحاب عين السخط التي تبدي المساوئ وتعمى عن الفضائل، وأنا أرثي لهؤلاء وأرجو لهم الشفاء.
تلاحظون إنني أشدد على دور المدير، سواء كان مديراً عاماً أو تنفيذياً أو مدير إدارة، لأن المدير هو الأكثر تأثيراً في موظفيه ومحيطه، لذلك يجب أن يكون قدوة حسنة في تعامله مع الآخرين وفي تفاؤله، وفي مواقفه الإيجابية، وفي قيم الحياة والعمل التي يتبناها ويجسدها في قراراته وسلوكه. وأحمد الله أن الكثير من مديرينا هم فعلاً قدوة حسنة لموظفيهم، وهم مديرون بمعنى الكلمة، نفتخر بهم ونسعد بنجاحهم وبإنجازاتهم، خصوصاً في العناية بمساعديهم وموظفيهم، وبناء كوادر إدارية قادرة على تولي المسؤولية في مختلف مواقع العمل الوطني.
الأخوة والأخوات..
أريد من كل واحد منكم أن يؤمن بأن تنمية مواردنا البشرية هي العمل الأهم والأكثر إنتاجية في مسيرتنا، مقياس ثروة الأمم اليوم هو رأس المال البشري، وليس رأس المال المادي، علينا المضي بخطى أسرع في بناء رأس المال البشري من خلال التأهيل والتدريب والإعداد والتنقيب عن الكفاءات وتبنيها والأخذ بيدها وفتح كل الأبواب أمامها لتتمكن من العطاء والإبداع.
يجب على كل مسؤول وكل مدير أن يشارك في هذا الجهد الوطني.
جدارة المسؤول ليست فقط في إنجاز المشاريع ونيل رضا الموظفين والعملاء، إنما أيضاً في تطوير كفاءة مساعديه وموظفيه، وقد أمرت بإطلاق برنامج متكامل لبناء وتطوير الموارد البشرية بهدف وضع آليات التواصل الفعال معها، وتقدير جهودها وإطلاق قدراتها.
وفي حديثنا عن بناء الإنسان، لا بد لنا من الإشارة إلى دور المرأة كشريك كامل للرجل في العمل والنجاح.
ومن أجل تعزيز دور المرأة الإنساني والحضاري، ولتمكينها من المشاركة الفاعلة في بناء وقيادة جهود التنمية الشاملة، فقد أمرت القائمين على البرنامج بالعمل على إطلاق مبادرة لإعداد القيادات النسائية، حتى تتمكن بناتنا وأخواتنا خلال سنة أو سنتين من تقلد مناصب قيادية عليا في قطاعنا الحكومي وفي القطاع الخاص. وفي مثل ظروف مجتمعنا الصغير المتطلع إلى تحقيق التوازن السكاني، لا يجوز أن يكون نصف المجتمع معطلاً أو مكبلاً، فوطننا يحتاج إلى طاقة كل أبنائه وبناته، وعلينا الاستجابة لبناء الوطن.
أما الاهتمام بالمتعاملين، والتميز في خدمتهم، وبناء شراكة حقيقية معهم، فهي أحد الأهداف الرئيسية التي نحرص على تحقيقها والتفوق فيها.. فالحكومة ملتزمة للمتعاملين معها بحصولهم على خدمة سريعة ومتميزة بالأسلوب اللائق والوقت الملائم، ولن نكتفي بما تحقق حتى الآن في مجال خدمة المتعاملين، بل سنقدم لهم خدمات أفضل وأسرع، وقد كانت نتائج أفضل ثلاث دوائر في خدمة المتعاملين، بناءً على دراسة المتسوق السري لهذا العام، كالتالي:
أولا: دائرة الأراضي والأملاك:
إنني فخور بنتائج هذه الدائرة التي أصبحت في المقدمة وأشكر مديريها وموظفيها على هذا الانجاز.
ثانيا: الإدارة العامة للدفاع المدني.
ثالثا: دائرة الطيران المدني.
رابعا: القيادة العامة لشرطة دبي.
أما أسوأ نتائج للدوائر، فكانت من نصيب:
الأسوأ: دائرة الشؤون الإسلامية.
ثانيا: دائرة العدل.
ثالثا: إدارة الجنسية والإقامة.
رابعا: جداف دبي.
وقبل أن أختتم حديثي، لدي سؤال ونصيحة موجهة للدوائر والمديرين الذين لا تحقق دوائرهم نتائج ايجابية: لماذا تحل دوائركم دائماً في آخر الركب؟ وما الذي يمنع دوائركم من أن تكون في المقدمة؟
وأما النصيحة، فهي أن يقف هؤلاء الإخوان أمام مرآة الذات ليدرسوا ويحللوا أساليبهم وممارساتهم وقدرات فرق عملهم، وأن يعملوا على سد الثغرات والحد من تأثيراتها السلبية، وأطلب من هؤلاء الأخوة أن يعملوا بجد واجتهاد أكثر من غيرهم لتطوير دوائرهم والارتقاء بأدائهم لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل القريب.
وفي الختام، أشكر كل الموظفين والموظفات الذين عملوا فأجادوا، وأعطوا فأجزلوا، وقدموا فتميزوا، ويسعدني أن أكرم اليوم عدداً من الجنود المجهولين في الخدمة الحكومية من الذين استطاعوا تخطي جميع الظروف والمعوقات، ليقدموا عملاً جيداً ومتميزاً، وهم:
محمد خميس بن نتوف ضابط إداري بدائرة الصحة والخدمات الطبية، له 34 سنة في الخدمة كان خلالها مثالاً للموظف المجتهد والأمين، خليل إبراهيم رستم يعمل مراقب مواقف سيارات في بلدية دبي، يقوم بعمله بشكل جيد متنبه دائماً، أمسك بلص خطف حقيبة نقود وأوقعه في قبضة الشرطة، أحمد الحمداني كاتب بمجلس الإعمار، يصر على العمل والعطاء على الرغم من حالته الصحية وحصوله على الإجازة المرضية، مريم الأفردي موظفة بدائرة السياحة والتسويق التجاري، طورت العديد من البرامج التقنية، طموحة، تعمل وتدرس على الرغم من حالتها الصحية، علي عبد الكريم يعمل ببلدية دبي، مجتهد ومواظب، يعمل ويدرس في الوقت نفسه للحصول على شهادة الدبلوم العالي، عبد الوهاب أحمد أمين مخزن بدائرة العدل، موظف أمين ونزيه حافظ على عهدة المخزن، عادل خميس مراسل بدائرة التنمية الاقتصادية، يحب العمل ويؤديه على أحسن وجه، لم يتزوج بعد، يقول إنه تزوج العمل، عبد العزيز المضرب ضابط إداري بالمنطقة الحرة بجبل علي، موظف مجتهد، ويتعامل مع حجم عمل كبير، عائشة حسن إبراهيم موظفة بشرطة دبي، نشيطة ومخلصة ودقيقة في عملها ، تطور ذاتها ومهاراتها على الرغم من إعاقتها السمعية، مانع عبد الله خليفة مبرمج كمبيوتر بمدينة الإنترنت، إعاقته لم تمنعه من المثابرة والعمل الجيد، شارك بأولمبياد أثينا لرياضات أصحاب الحالات الخاصة وحصل على الميدالية الفضية، عبد العزيز سعيد ضابط علاقات عامة بهيئة دبي للاستثمار والتطوير، يسمونه رجل المواقف الصعبة، لا توجد كلمة "لا" في قاموس عمله، إسماعيل عيسى محمد مساعد واعظ بدائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مواظب على تطوير المسجد، اعتنق الكثيرون الإسلام على يديه، خالد محمد أهلي مأمور جوازات بمطار دبي الدولي، يُبادر ويذهب بنفسه للتعرف إلى مشاكل المسافرين ويسعى لحلها، حسن عبد الله الجناحي أمين صندوق بجداف دبي، إنتاجية كبيرة وأخطاء قليلة، يقوم بعمل جيد ومحترف، خديجة صلبوخ شرطي أول بإدارة أمن المنشآت، أكملت 19 سنة في العمل، تعاملها إنساني وحضاري مع السجينات، منى محمد مطر موظفة استقبال بهيئة كهرباء ومياه دبي، تعتبر مثالاً للتعامل الملائم مع الآخرين.
نورة راشد المزروعي تعمل مخلصة بيانات جمركية بميناء راشد، تحقق نسبة عالية من العمليات الجمركية يومياً، تفوقت واستطاعت الوصول إلى معدل 150 معاملة جمركية باليوم، خلود صالح عبد الله مسؤولة فرع المطار تعمل بغرفة تجارة وصناعة دبي، تتعامل بشكل جيد، وتؤدي عملاً جيداً، قمبر علي يعمل بالمطار منذ 38 سنة كعامل نظافة، تعامله ملائم وهو مثابر ومخلص في عمله، لم يحصل على أي إنذار خلال مدة عمله الطويل، حسن محمد يوسف باك مراسل بالمنطقة الحرة بمطار دبي الدولي، لديه المبادرة والحماس للقيام بالأعمال المطلوبة، ثريا محمود الملا تعمل كاتبة بإدارة الدفاع المدني، مجدة ومثابرة، تقدم واجباتها الوظيفية على أية التزامات شخصية، حسين علي عبد الله مراسل بدائرة الأراضي والأملاك، يعمل بالدائرة منذ 23 سنة من دون كلل أو ملل، ملتزم بعمله ويتفانى في خدمة زملائه، محمد عبد اللطيف يعمل مراقب سفن بموانئ دبي، تمكن من تحقيق العديد من الأرقام القياسية في المناولة بلغ آخرها 200 حاوية، متفوقاً على ما يتم إنجازه في الموانئ العالمية الأخرى، رقية أحمد نديم ممرضة في العيادات الخارجية بمستشفى راشد، ممتازة في تعاملها مع المرضى ومخلصة في أداء عملها، زينب محمد سائقة مواطنة بمؤسسة دبي للمواصلات ملتزمة وليس لديها أي مخالفات أو حوادث مرورية، تتعامل بشكل ممتاز مع الركاب، تعمل كسائقة ومرشدة سياحية للزوار، صاحبة أعلى دخل بين سائقي وسائقات المؤسسة، بدر أحمد الحمادي مبرمج كمبيوتر بدائرة الجنسية والإقامة، مطار دبي الدولي، لم تمنعه الإعاقة من المساهمة في إعداد برامج تقنية عديدة، شعاره "أنا معاق ولكنني لست بعاجز".