
أبناء وطني الأعزاء..
الحمد لله الذي كتب لنا الهداية والرشاد ووفقنا لما فيه مرضاته ومصلحة شعبنا وعزة وطننا، والحمد لله الذي أكرمنا بالاتحاد ومكننا من بناء دولتنا الفتية وإسعاد أبناء وطننا.
ونحن نحتفل اليوم بالعيد الوطني السادس والثلاثين يحضر بيننا الآباء المؤسسون وجوههم تفيض بالبشر والسعادة والرضا وعيونهم تشع بالفرح، فالبناء الذي أسسوا يزداد قوة وعلواً وشموخاً والإنسان الذي رعوا يزداد علماً ومعرفة وثقة بالنفس والاتحاد الذي أقاموا يزداد رسوخاً ونضجاً وعطاء.
كم هي قصيرة السنوات الست والثلاثون، إنها هنيهة عابرة في مسار التاريخ ولطالما مرت على أمم وشعوب ومجتمعات من دون أن تترك أثراً أو ذكرى.
لكن هذه السنوات في زمن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تكن إلا سنوات الآثار الضخمة والذكريات الحميمة والتألق والنجاح.
إنها سنوات البناء والعطاء والانجاز والتطلع الدائم إلى الأمام والسعي الذي لا يكل ولا يمل للوصول إلى الصفوف الأولى في كل المجالات، إنها سنوات الموعد الذي ضربه زايد وراشد لصناعة تاريخ جديد محضوه أحلامهم ورؤاهم وجهودهم وحكمتهم، فأسسوا القواعد الراسيات وبنوا عليها وسهروا على البنيان وشقوا الطريق وعبدوه لتنتقل الدولة عبره من أبسط أطوار النمو إلي أرقى النماذج المعاصرة، ولتصير سنوات الاتحاد الست والثلاثون معادلة في انجازاتها لمئات السنين التي احتاجتها دول عديدة لانجاز التنمية والتقدم.
أبناء وطني الأعزاء..
إن المولى عز وجل الذي وهب هذا الوطن قيادة فذة وهبه أيضاً شعباً يعشق قيادته ويلتف حولها ويتسلح برؤيتها ولا يتوانى عن ركوب المركب الصعب وخوض التجارب واقتحام المجهول وارتياد الآفاق الجديدة، إن العلاقة الملحمية الفريدة بين قيادة الإمارات وشعبها كانت وما زالت من أسرار كل النجاحات التي تحققت على أرض دولتنا ومكنتها من تبوؤ هذه المنزلة الرفيعة والمكانة المحترمة والحكمة في إدارة الشؤون الداخلية والعلاقات الخارجية وتحقيق التنمية المستدامة وولوج عصر المعرفة.
أبناء وبنات وطني..
نعتز بأمسنا ونفخر بحاضرنا ونمضي إلى غدنا بيقين ووعي وعزم أكيد وإرادة لا تعرف التردد وهمة لا تعرف التلكؤ، لقد نجحنا لأننا اعتبرنا دائما أن الغد يوم جديد وأن ما تحقق في الأمس قد تحقق وأن التاريخ الذي نكتبه هو ما ننجزه في المستقبل وليس ما أنجزناه في الماضي.
لم نكن ولن نكون من الذين ينامون على حرير النجاح أو يركنون إلى بريق الانجازات أو يظنون ان المسيرة إلى الأمام يمكن أن تتواصل بقوة دفع ذاتي، إن الحياة لا تعرف التوقف ولا تأبه للواقفين وكل يوم جديد يصطحب معه جديداً في المهمات والمشاكل والتحديات، وكل يوم جديد يصطحب معه جديداً في العلم والمعرفة والاختراعات والوسائل الجديدة.
من يغفل لحظة عن الجديد يتأخر، ومن لا يداوم على السعي للوصول إلى الصف الأول سيقبع في الصفوف الخلفية، ومن يترك للحظ أن يصنع له شيئا سيندب يوماً حظه، ومن يترك للزمن تدبير أموره سيكتشف أن الزمن ليس محايداً، الزمن صديق لمن يعمل ويسعى ويبادر وعدو لمن يرقد ويتواكل ويقصر ويتكاسل.
سنمضي في طريقنا إلى الأمام متكلين على الله ومستلهمين برنامج العمل الوطني لقائد مسيرتنا ورمز وطننا الأخ الكبير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله" وكتب له دوام التوفيق والسداد.
أبناء وبنات وطني..
لقد شهدت السنة الاتحادية الماضية دخول حكومتكم عصر التخطيط الاستراتيجي وأصبحت أفضل الممارسات العالمية جزءاً أصيلاً في عمل الوزارات ومشاريعها وبرامجها.
أما عن خطط الإصلاح والتطوير فإنها تسير بخطى واثقة في جميع القطاعات وبخاصة التعليم والصحة والإدارة الحكومية، وتتحرك الحكومة بوعي ومسؤولية لعلاج القضايا السكانية والعمالية، وفي الوقت نفسه تتحرك بفعالية لتعميق التكامل بين الشؤون الاتحادية والشؤون المحلية وتعزيز التنسيق والتعاون الاقتصادي بين مختلف إمارات الدولة.
ثقتنا بالمستقبل كبيرة وتفاؤلنا بالمستقبل كبير، نحيا في الحقائق ونعانق الأحلام الكبيرة ونرنو دائما إلى الذرى العالية متكلين على الله ومعتمدين على أبناء وطننا ومصممين على تمكين كل مواطن ومواطنة بعناصر القوة المؤتلفة من العلم والمعرفة والتدريب والتأهيل والمهارات القيادية ومتطلبات الحياة الهانئة والسعيدة .
سنة اتحادية جديدة، مزيد من مزيد من العمل.. مزيد من الانجاز.. مزيد من تمكين المواطنين من الجودة في الإنتاج والخدمات.. مزيد من الأمل والتفاؤل.
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
صدق الله العظيم