
جاء ذلك في كلمة وجهها سموه عبر مجلة "درع الوطن" بمناسبة معرض دبي الدولي للطيران 2009 في دورته الحادية عشرة، فيما يلي نصها:
يسجل معرض دبي للطيران 2009 نجاحاً جديداً لدولة الإمارات العربية المتحدة، فالمعرض الذي بات أحد أهم ثلاثة معارض جوية في العالم يواصل تأكيد مكانته من خلال النمو المطرد في عدد المشاركين، وفي حجم المشاركة، وفي عدد الزائرين، وفي نوعية المعروضات، التي تمثل أرقى ما أنتجه العقل البشري في مجال صناعة الطيران.
لقد تراكمت نجاحات معرض دبي الدولي للطيران، ووصلت إلى المستوى الذي وضعه بنداً ثابتاً على جداول أعمال كبريات شركات الصناعات الجوية وشركات التكنولوجيا والتسويق والتزويد وبناء وإدارة المطارات، فضلاً عن كبار المسؤولين عن شؤون الدفاع والطيران المدني والعسكري في الدول الشقيقة والصديقة، وهذا ما جعله أسرع المعارض الجوية نمواً على مستوى العالم .
وتترافق نجاحات المعرض هذه مع تعزيز مركز دولتنا في حركة النقل الجوي عبر العالم، ومع تكريس مكانتها كمحطة دولية وجسرٍ يربط الشرق بالغرب والمنطقة بالعالم.
وفي هذا السياق، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ريادتها في تقديم نماذج النجاح لمنطقتنا وعالمنا في مجالات عدة، من أبرزها صناعة النقل الجوي.
ويسعدني أن دولاً عديدة اقتدت بنموذجنا، وانتبهت إلى أهمية هذه الصناعة في تنويع مصادر الدخل، سواء عبر الاقتصادات المباشرة للنقل الجوي، أو عبر ارتباطه بحركة التجارة وصناعة السياحة.
وقد أدى هذا التطور عبر السنوات القليلة الماضية إلى نمو هائل في صناعة النقل الجوي في المنطقة، وإلى تحديث كبير في المطارات ومستويات الخدمة، فارتفعت حصة المنطقة في إجمالي الصناعة على مستوى العالم، وباتت معدلات نموها الأعلى عالمياً .
وبالنسبة لنا، فإن هذه النجاحات ليست سوى محطة في طريق طويل، نعرف بدايته ولا نرى له نهاية، وإذا كان من الطبيعي أن تملأ هذه النجاحات أنفسنا بالثقة والتفاؤل والفخر، فإنها أيضاً تحفزنا إلى المزيد من العمل، وإلى الاهتمام أكثر بالجودة والتميّز والابتكار، فالحفاظ على النجاح ممكن فقط بتطوير الإنجازات، والانطلاق منها إلى إنجازات جديدة، وهذا ما تؤكد رؤيتنا، وتجسده خططنا ومشاريعنا في المجالات كافة .
وأحمد الله أن خطط رؤيتنا في مجال صناعة النقل الجوي تحقق أهدافها وفق الجداول الزمنية الموضوعة، وأن مشاريع هذه الخطط تنفذ في مواعيدها، ففي السنة الفائتة أنجزنا المبنى الثالث لمطار دبي الدولي، ودخل الخدمة الفعلية، وفيما انطلقت في صيف هذا العام شركة النقل الجوي الاقتصادي "فلاي دبي"، تواصل شركات النقل الجوي الوطنية في الإمارات النمو والتوسع، مؤكدة حضورها الفعال في شبكة النقل الجوي عبر العالم، وبين كبريات شركات الطيران الدولية .
أرحب بالعارضين، وبالضيوف الزائرين، وحسبي أن هذا النجاح الكبير لدورة المعرض الحادية عشرة يأتي بعد الأزمة المالية العالمية، ليعطي دفعة تفاؤل قوية للصناعات الجوية، والنقل الجوي في العالم بأسره، بأن الاقتصاد العالمي تجاوز الأسوأ، وأن تعافيه قد بدأ.