
إخواني وأبنائي ضباط وجنود قواتنا المسلحة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحييكم وأسلم عليكم فرداً فرداً في هذا اللقاء السنوي المتجدد، الذي نحتفل فيه بواحد من أعزّ أيامنا وأهم إنجازاتنا وأقوى ركائز مسيرة المجد، التي انطلقت في الثاني من ديسمبر سنة 1971 بقيادة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وتواصلت بقيادة رئيس دولتنا؛ أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله".
واليوم، وأنا أستعيد في خاطري مسيرة قواتنا المسلحة منذ انطلاقها بقرار التوحيد في 6 مايو 1976، أتذكر بالفخر والاعتزاز آباءنا المؤسسين، ويلهج لساني بالثناء عليهم والدعاء لهم، فلم يكن بنيان دولتنا الاتحادية ليكتمل من دون سياسة دفاعية واحدة يتولاها جيش وطني واحد، ولم يكن تحقيق ذلك سهلاً، ففي كل النماذج الوحدوية المعاصرة كان الأصعب دائماً توحيد جيوش عدة في جيش واحد، وفي معظم تلك النماذج كانت أكلاف التوحيد باهظة، لكن آباءنا المؤسسين تغلبوا بحكمتهم على هذه الصعوبة، وتدرجوا بعملية التوحيد وصولاً إلى الاندماج في الجيش الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وبنائه ليكون ركن دولتنا المكين، وساعدها القوي الذي يحميها ويحافظ على سيادتها واستقلالها، ويصون مكتسباتها ويرد عنها الكيد والأذى، ويردع الطامعين والمغامرين، ويفرد على ربوع وطننا مظلة الأمن والاستقرار، التي هي شرط لازم للعيش بكرامة وأمن وسلام، وشرط لتحقيق التنمية والتقدم للوطن، والحياة الرغيدة والسعيدة للمواطنين كافة.
من هنا أيها الضباط والجنود والمواطنون جميعاً يظل حضور السادس من مايو 1976 ساطعاً في حياتنا، ومستقراً في تاريخنا ووعينا وذاكرتنا الوطنية، وتستقر معه ملحمة بناء قواتنا المسلحة والانتقال بها من وحدات عسكرية متفرقة متواضعة وبدائية التسليح إلى جيش وطني بعقيدة عسكرية واحدة وقيادة واحدة وعلم واحد، وكان من حسن حظي أنني تشرفت بمواكبة هذه الملحمة على مدار السنوات الأربع والثلاثين الماضية، فرأيت كيف يتحول الحلم إلى حقيقة، وكيف تنمو البذار لتصبح أشجاراً باسقة موفورة العطاء والثمار، وكيف يتحقق النجاح الباهر في وضع قرار التوحيد موضع التنفيذ، وكيف نسير بجيشنا الوطني إلى المستوى الذي ترتضيه قيادتنا ويطمئن إليه وطننا، وكيف نطوره إلى جيش عصري في بنيته وأطره وأنظمة تسليحه وبرامج تكوين كوادره الوطنية بالتعليم والتأهيل والتدريب وتحملها المسؤولية في الأفرع والرتب كافة، وكل مستويات القيادة والتخطيط والتنفيذ وإدارة واستخدام أحدث الأنظمة والأسلحة والتقنيات والعلوم العسكرية.
أيها الضباط والجنود..
أغبطكم لانتمائكم إلى سلك الجندية في مؤسسة الشرف والرجولة والفروسية، وأعتز بولائكم لقيادتكم وإخلاصكم لوطنكم وبروح التضحية والإيثار والعطاء التي تملأ جوارحكم، أوصيكم بالتمسك بما عهدته فيكم من إيمان قوي وروح معنوية عالية ومناقب حميدة وإقبال على التدريب وحرص على تطوير القدرات وتحديث المعارف، لتظلوا مواكبين لمستجدات عصرنا في المجالات كافة.
وفي هذا اليوم العزيز، أتوجه باسمكم جميعاً وباسم زملائكم في مؤسساتنا الأمنية كافة بالتهنئة إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، مجددين عهد الولاء والوفاء لسموه، والعطاء لوطننا الغالي، ومقدرين لسموه اهتمامه الكبير ورعايته الدائمة لقواتنا المسلحة، وحرصه على توفير احتياجاتها لتظل في عداد الجيوش الأكثر كفاءة وتقدماً في المنطقة والعالم.
والتهنئة بهذه المناسبة موصولة لإخواني أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وإلى أخي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي نذر نفسه لقواتنا المسلحة، يتابع شؤونها ويسهر على تطويرها وجهوزيتها، لتظل درع الوطن الصلبة وسياجه المنيع.
وختاماً، أهنىء أبناء وبنات وطني كافة بهذه المناسبة الغالية، وأدعوهم للتمعن في معانيها ودلالاتها، وفي النموذج الذي تقدمه مسيرة توحيد وبناء قواتنا المسلحة، فهو نموذج "الإنجاز الوطني التام"، والذي نريده في كل المجالات وكل المواقع وعلى المستويات كافة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.