
ألقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي"رعاه الله"، كلمة خلال زيارته إلى مؤسسة دبي للمرأة، أعرب فيها عن سعادته بالتواجد بين نخبة من بنات الوطن، ومؤكداً انه يولي المرأة الإماراتية الاهتمام الأول والرعاية القصوى، وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنني سعيد جداً أن أكون بينكن، فاهتمامي الأول هو بالقيادات الشابة، واستثماراتنا كلها كانت في الإنسان، وإذا ما تتذكرون فإن أول ما بدأت به، بدأت بالاستثمار في الإنسان وليس في المكان، فالإنسان يستطيع أن يشتغل تحت خيمة، أما المكان كبر أم صغر فهو مكان.
والحمد لله إن هذا الاستثمار أثمر، لأنه اليوم صارت لدينا فرق، سواء من الشباب أو الشابات، نفتخر بهم، وزراء ورؤساء مؤسسات كبيرة.
والمرأة بالطبع في التاريخ، تاريخنا العربي كانت قيادية، منذ القدم، في السابق، واليوم نحن كذلك نريد في دولة الإمارات، نحتاج إلى قيادات شابة.
فرق العمل التي لدينا صراحة نحن نفتخر بها، وأنتم كذلك ستكونون في يوم من الأيام قياديات. أنا متأكد أن كل واحدة منكن لديها قصة، عن أمها، أو جدتها، أو خالتها، كيف كانت تقود في المنزل، عندما يذهب الرجال إلى الغوص، أو يذهبون لطلب الرزق في أماكن نائية، كانت كل واحدة منهن تقوم بكل شيء في المنزل ومحيط المكان الموجود فيه.
الإنسان الذي يبدأ يومه بالقول إن اليوم جميل، ولابد أن أنتج شيئا وأتوصل إلى شيء، ويقول أنا الأفضل والأخيَر هذا الإنسان يمكن أن يصل إلى تحقيق أشياء كثيرة... أنا أقول إن السلبيات والإيجابيات موجودة حولنا، ولكن الإنسان يمكن أن يصل إلى ما يريده.
من القيادات التي نذكرها السيدة خديجة بنت خويلد التي ضحت بكل ثروتها من أجل الإسلام، وهي التي صبرت وثابرت... إنها نموذج من كثيرات لدينا في التاريخ.
الإنسان لا يجب أن يحسد "رِبيعه" ويقول لماذا وصل هذا هكذا، بل يقول يجب أن أصل إلى هذا المكان، وأن يكون لديه النية، وعنده الشجاعة، ليس هناك أحد أخيَر من أحد.
في السابق كان مدراء الدوائر والوزراء في الوزارات، كل منهم يريد أن يقود فقط بنفسه، لكننا اليوم نحن ننظر إلى الصفوف الأولى والثانية والثالثة. فرق العمل لدي اخترتهم من الشباب والشابات، لأننا كنا نفكر منذ البدايات بذلك التفكير، بدأنا في استراتيجيات، ونجحنا في كثير من الأمور التي كانت صعبة.. ولكننا كنا البادئين، وقد تجاوزنا الصعوبات بالمثابرة والإيمان بأن نكون الأفضل.
أنا دائما أقول إن الإنسان لا ينبغي أن يقول إن شاء الله أكون بالمركز الثالث، لأنك إذا أردت أن تكون في المركز الثالث فإنك ستكون "تحت" في الأسفل ولن تصل، لابد أن تكون في المركز الأول حتى تصل إلى ما تريد الوصول إليه.
يقول المثل: "وراء كل رجل عظيم امرأة"، أنا لا أدري لماذا هذا المثل؟! يمكن كانت هذه المرأة امرأة عظيمة... التي هزت بيدها، يعني أنا أذكر أن كثيراً من النساء شددن أزر أزواجهن ونجحن، والأم التي تهز مهد طفلها بيمينها، يمكن أن تهز العالم بشمالها.
إن المرأة لها مكانتها، وهي نصف المجتمع، وأنا أقول إنها أكثر من ذلك، وعدة مرات أقول إنها روح المكان، أقصد أنها كل شيء.
الملكة بلقيس أنقذت شعبها من الحرب مع النبي سليمان، وهذه بالطبع كانت شجاعة وكانت عظيمة، كانت ملكة مملكة سبأ، وأنتن تعرفن جميعا قصة بلقيس.
وأنشدت بلسان الحال قائلة
إن الهدايا على مقدار مهديها
لوكان يهدى إلى الإنسان قيمته
لكنت أهديته الدنيا وما فيها
كذلك الملكة زنوبيا ملكة تدمر، حاربت الرومان وقت كانت جيوش الرومان في عزها، حاربتهم زمنا طويلا حتى حاصروها فقاتلتهم بشراسة، لذلك فإن قادة الرومان لم يقيدوها بسلاسل من حديد وإنما بسلاسل من ذهب تكريما لها.
عندنا أمثلة كثيرة...
خولة بنت الأزور، عندما تراجع جيش خالد بن الوليد تلبست لباس الرجال، وتلثمت، وتقلدت السيف والرمح، وصارت تقاتل في الصفوف المتقدمة، فأثارت عزة العرب في نفوس الرجال الذين تساءلوا عن هذا الشاب الملثم الذي يقاتل، فنجحت ورجعوا إلى القتال، وربحوا المعركة حينما رأوا قائداً أو مثالاً... النجاح دائماً يعني تعزيز الهمم... لابد أن نأخذ من هذه مُثُلاً نقتدي بها، لنكون مثلها أو أخيَر منها.
ومثلما أقول هناك بادىء وهناك تابع، الله أعطانا هذا العقل الذي إلى اليوم لم نستعمله بالكامل... بصراحة إننا نقدر أن نعطي، وتقدروا أن تعطوا أكثر، لكن المطلوب من كل واحدة منكن أن ترفع رأسها وتقول: أنا أفضل، و"أنا بأوصل، وأنا بـ أنتج، وشوفوا النتائج".
كل يوم يبدأ بصباح، وإذا بدأت اليوم بفكرة إيجابية يكون يومك بالكامل إيجابيا.
يقولك: "الدنيا حظوظ"، أنا لا أصدق هذا، أنا أقول إن الحظ يحبذ "اللي مستعد له"، يعني كيف يكون مستعداً يكون الحظ له. إننا طلَّعنا من الصفوف الثانية والثالثة كفاءات أصبحوا من الأوائل الآن، ومثلما قلت إن المدراء والوزراء كانوا " ما يريدون حد يطلع...اليوم لأ".
اليوم الوزراء يتركون مكاتبهم في الوزارات ويتكلمون مع موظفيهم بكل شفافية وصدق، والموظف يقول الوزير جاء من مجلس الوزراء وجلس معي... وأنا موظف... أنا لابد أن أنتج أكثر.
ونتكلم كذلك عن أم سيف الدولة الحمداني... المرأة الحكيمة. إنني أتذكر قول المتنبي فيها:
لفضلت النساء على الرجال
هذا معناه أن المرأة كانت تلعب دوراً كبيراً.
كذلك عندنا في عُمان... موزة بنت أحمد التي لعبت دوراً كبيراً في حكم بوسعيد، كانت تساعد الفقير وتناصر المظلوم، ومن هذه النوعية من النساء كثير، أذكركم بحصة بنت المر، ولطيفة بنت حمدان، هؤلاء كلهن كن نساء لهن دورهن، كانت لهن حكمتهن، كذلك في الحكم كن يساندن، كن حكيمات زمانهن، يعني لا أريد أن أقول أن المرأة أم فقط...
كذلك أم الشيوخ، الشيخة فاطمة بنت مبارك، كانت تلعب دوراً كبيراً مع الشيخ زايد، وأنا شاهد على هذا، والآن لها دور،... وهذا ما أريده منكن...
ولا التذكير فخر للهلال
.... وشكرا